الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الفصل الثالث فصل الحرف

صفحة 272 - الجزء 1

الفصل الثالث فصل الحرف

  (قال الشيخ: الحرف ما أبان عن معنى في غيره، ولم يكن أحد جزأي الجملة، خلاف الاسم والفعل نحو (من وإلى) وشبهه وإنما لقب هذا النوع حرفاً؛ لأنه أخذ من حرف الشيء وهو طرفه، من حيث كان معناه في غيره، فصار كأنه طرف له. وقسمته ثلاثة. حروف عاملة، وحروف غير عاملة، وحروف تعمل على صفة ولا تعمل على أخرى أما الحروف العاملة فثمانية وثلاثون حرفا).

  قال السيد الإمام:

  هذا الكلام مشتمل على مواضع ثلاثة:

  الأول: في حقيقة الحرف وما يرد عليه من الإشكالات الثاني: في لقبه، الثالث: في تقسيمه.

  أما الموضع الأول: وهو في حقيقة الحرف فله معنيان، لغوي ويطلق على معان ثلاثة. فالحرف حد الشيء فيقال لحد السيف حرف والحرف شفير الشيء وجانبه، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ}⁣[الحج: ١١] والحرف الناقة الضامرة، قال طرفه:

  وحرف كألواح الأران نسأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد

  وفي مصطلح النحاة له تعريفان:

  التعريف الأول: ما ذكره الشيخ (وهو ما أبان عن معنى في غيره، ولم يكن أحد جزأي الجملة) فقولنا: ما أبان عن معنى في غيره يحترز عن الاسم والفعل، فإن كل