تلقيبه، أقسامه
  واحد منهما يبين عن معنى في نفسه، وقولنا ولم يكن أحد جزأي الجملة، احتراز عن الذي والتي وسائر الموصولات. فإن كل واحد منهما يبين عن معنى في غيره وهو الصلة، لكنها لا تكون حروفاً لوقوعها موقع أحد جزأي الجملة، فيقع موقع المبتدأ والخبر والفاعل فهذا هو مراد الشيخ بقوله (ولم يكن أحد جزأي الجملة).
  التعريف الثاني: (أن تقول ما دل على معنى في غيره) ونعني بقولنا ما دل على معنى في غيره أنه لا يستقل بنفسه في الدلالة، بل لابد من ذكر متعلقه، ألا ترى أنك إذا قلت (من و إلى وفي) وسكت عليها لم تكن مفيدة حتى تذكر متعلقها فتقول (من الكرام، وإلى زيد، وفي السوق) بخلاف الاسم والفعل فإنك تسكت عليهما فيفيدان. فهذا هو مراد النحاة بقولهم ما دل على معنى في غيره، ويرد عليه إشكالات.
  الأول منها: قولكم أن الحرف يدل على معنى في غيره باطل، فإنا إذا قلنا (من: حرف جر) و (لم: حرف نفي) وكذلك سائر الحروف إذا أخبر عنها فإنها هاهنا دالة على معان في أنفسها واقعة موقع المبتدأ، فحينئذ يخرج من الحد