الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الناسخة

صفحة 276 - الجزء 1

  وأما ثانياً: فلأنها تختص بنون الوقاية في نحو قولك (إنني، ولكنني، وكأنني) كاختصاص الفعل من نحو أكرمنى وضربني.

  الحكم الثاني: أنها مشتركة في أنها إذا كفت (بما) بطل عملها وتقع بعدها الجملة الإبتدائية في نحو قولك (إنما زيد قائم) و {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}⁣[الكهف: ١١٠] والجملة الفعلية في مثل قولك: (إنما ينطق زيد) و {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ}⁣[الممتحنة: ٩] وقد روي الإعمال مع (ما) في (ليتما) و (لعلما). قال النابغة:

  قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد

  الحكم الثالث: أنها مشتركة في أنه إذا دخل عليها ضمير الشأن والقصة كانت أخبارها جملاً، فتقول (إنه زيد قائم) و (إنه ينطلق عبد الله) وإنما التزم في ضمير الشأن والقصة أن يكون الخبر جملة، لأنه لا يكون إلا في الأمور العضايمة فكان الإخبار في الجملة أفخم.

  الحكم الرابع: أنها مشتركة في أن ما جاز أن يقع خبراً للمبتدأ جاز أن يكون خبراً لها في المعرفة في نحو قولك (إن زيداً أخوك) والنكرة في نحو (إن زيداً قائم) والجملة على أربعة أوجه اسمية في نحو (زيد أبو منطلق) وفعلية في نحو (زيد انطلق أبوه) وشرطية في نحو (زيد تعطه يشكرك)، وظرفية في نحو (زيد عندك)