الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الناصبة

صفحة 288 - الجزء 1

  الْبَشِيرُ}⁣[يوسف: ٩٦] في أحد وجهيه ومفسرة: في نحو (أمرتك أن قم) أي قم.

  والفعل الواقع قبلها على ثلاث مراتب: إحداها أن يكون من باب العلم واليقين، فتكون هي المخففة من الشديدة، ويجب الرفع في مثل قولك (علمت أن ستقوم) و (أن لا تقوم).

  وثانيها: أن يكون من باب الطمع والرجاء والخوف نحو قوله تعالى {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ٨٢}⁣[الشعراء] و (أرجو أن تقوم) و (أخاف أن تذهب) فتكون هي المصدرية ويجب النصب فيها.

  وثالثها: أن تكون من باب الظن والحسبان فيجوز الوجهان جميعاً الرفع والنصب بناء على أنها مصدرية أو مخففة من الشديدة فتقول (أحسب أن تقوم وأن ستقوم)، وأظن أن تخرج وأن سوف تخرج) قال الله تعالى {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}⁣[المائدة: ٧١] بالرفع والنصب، وتنزل منزلة المصدر فتكون مرفوعة في نحو قولك (أعجبني أن تقوم) ومنصوبة في مثل (كرهت أن نذهب) ومجرورة في مثل قولك (عجبت من أن خرجت) فتوقعها موقع المصدر في جميع وجوهه.

  (ولن): ومعناها النفي، وزعم الخليل أنها مركبة من لا وأن، فطرحت الهمزة، وهذا الحكم لا مستند له والحق أنها مفردة كسائر أخواتها من غير حاجة إلى القول بتركيبها، وهي: