الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الناصبة

صفحة 289 - الجزء 1

  مفيدة لنفي المستقبل على جهة الاستغراق.

  (وإذن): ومعناها الجواب والجزاء، يقول (أنا آتيك) فتقول (إذن أحسن إليك) فقولك (إذن أحسن إليك) هو جواب لقوله (أنا آتيك) وجزاء على إثباته، وللفعل بعدها ثلاثة أحوال:

  الحالة الأولى: أن يكون منصوباً على كل حال بشرطين:

  أحدهما: أن يكون الفعل مستقلاً بنفسه غير معتمد على ما قبله، فإن اعتمد على ما قبله بطل النصب في مثل قولك (أنا آتيك) فتقول (إني إذن أحسن إليك) فلما وقعت خبراً لـ (إنَّ) بطل النصب.

  وثانيها: أن يكون الفعل مستقبلاً، فإن كان للحال بطل النصب أيضاً في نحو قولك لمن يحدثك (إذا أظنُّك كاذباً) لأن أظنك هو فعل حال.

  الحالة الثانية: يكون مرفوعاً بكل حال، وهو إذا وقعت معتمدة على ما قبلها أو كان الفعل للحال كما ذكرنا في المثال.

  الحالة الثالثة: أن يجوز الوجهان جميعاً الرفع والنصب، وهو إذا كان معها واو أو فاء في مثل قولك (زيد يقومُ وإذن تقعد) فإن كانت للعطف كانت (إذا) معتمدة على ما قبلها وبطل النصب بوقوعها خبراً عما قبلها، وإن كانت (الواو) للاستئناف كانت (إذن) مستقبلة وجاز النصب، وقد جاء قوله (وإذن لا يلبثون) بالرفع على العطف، وبالنصب على الاستئناف.