الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الناصبة

صفحة 290 - الجزء 1

  (وكي): ومعناها التعليل، دالة على أن الفعل الذي قبلها علة للفعل الذي بعدها، وقد زعم بعض النحاة أنها غير ناصبة بنفسها، وإنما تنصب بإضمار (أن)، والمختار أنها ناصبة بنفسها لوقوع الاتفاق على أنها ناصبة بنفسها في نحو قولك (جئتك لكي تكرمني) وهما سواء في الاقتضاء، فهذه جملة الحروف الناصبة للفعل بأنفسها.

  وأما الموضع الثاني: وهو في بيان الحروف التي تعمل بواسطة (أن) فاعلم أنها خمسة أحرف (حتى، واللام، والواو، والفاء، وأو) ونحن نشرح أحكامها واحداً واحداً - بعون الله تعالى - فنقول إنما بطل عملها بنفسها لأنها تدخل على الاسم تارة، وعلى الفعل أخرى، فلما كانت مشتركة بطل عملها، إذ ليس عملها في أحدهما بأولى من عملها في الآخر، فبطل عملها لأجل الاشتراك، وزعم بعض النحاة أنها عاملة بأنفسها وليس بشيء لما ذكرناه.

  (حتى) ولها معنيان أحدهما: أن يكون ما بعدها غاية لما قبلها، فتكون بمعنى إلى (أن) في نحو قولك (سرت حتى تغرب الشمس).