الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

حروف الجواب

صفحة 315 - الجزء 1

  الحالة الثانية: أن تكون مصدقة للجملة الاستفهامية على تقدير طرح الاستفهام وتقع على وجهين: أحدهما: أن يكون الكلام في الإثبات في مثل قولك (أقام زيد؟).

  وثانيهما: أن يكون الكلام واقعاً في النفي في مثل (لم يقم زيد) فتقول (نعم) مصدقا لجميع ذلك، فهي في هذه الوجوه كلها مصدقة لما سبقها من الكلام في الخبر والاستفهام في حالتي الثبوت والنفي على ما ذكرناه.

  وأما: (بلى): فمعناها الإيجاب بعد النفي خاصة، وهي ترد على وجهين أحدهما: في الجملة الخبرية في مثل قولك (لم يقم زيد) فنقول (بلي) أي قد قام.

  وثانيها: أن تقع في الجملة الاستفهامية في نحو قولك (ألم يقم زيد؟ فتقول (بلي) فهي موجبة لما سبق في الاستفهام والخبر، فلو قيل زيد (قائم) فقلت (بلي) لم يحسن لأنها موضوعة لإيجاب النفي.

  وأما (أجل) فلا تستعمل إلا في تصديق الأخبار خاصة، يقول القائل (قد جاء زيد) فتقول (أجل) ولا تستعمل في الاستفهام بحال.

  وأما (جير) فتستعمل على وجهين أحدهما: لتصديق الأخبار كما ذكرنا في أجل.

  وثانيها: بمعنى حقا، في مثل قولك (جير لأفعلن) أي حقاً.

  وأما (إي): فلا تستعمل إلا مع القسم خاصة، تقول لمن قال لك (هل دخل الأمير) (إي والله) قال الله تعالى {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}⁣[يونس: ٥٣].

  وأما (إن): فإذا استعملت للتصديق فلا ترد إلا في الأخبار (كأجل وجير) وليس في قوله:

  ويقلن شيب قد علا ... كـ وقد كبرت فقلت إنه