حروف التحضيض
  حجة على (إن) بمعنى (نعم) لاحتمال أن تكون هي المؤكدة مع اسمها وقد حذف خبرها كما حذف في نحو إن مالا وإن ولدا.
  وإنما الشاهد عليه قول عبد الله بن الزبير لما قال له أعرابي (لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال إن وراكبها) بمعنى نعم وراكبها.
  (قال الشيخ: ومنها أربعة للتحضيض، وهي لولا وهلا، وإلا، ولوما، إذا وليهن المستقبل كن تحضيضا وإذا وليهن الماضي كن توبيخا).
  قال السيد الإمام:
  هذه الحروف قد اشتملت على فوائد ثلاث الأول: في وجه اختصاصها بالفعل، وثانيها: في ذكر معانيها في الفعل، وثالثها: في حكم الاسم إذا وليها.
  أما الفائدة الأولى: وهي وجه اختصاصها بالفعل فاعلم أنها إنما اختصت بالأفعال لأمرين، أما أولاً: فلأنها موضوعة للتحضيض والتوبيخ، وهما لا يتعلقان إلا بالأمور المتجددة الواقعة، والتجدد والوقوع من لوازم الأفعال. وأما ثانياً: فلأن التخضيض إنما يتحقق في الأمور المستقلة، والتوبيخ يتعلق بالأمور الماضية، والمضي والاستقبال من خصائص الأفعال، فلهذا كانت مختصة بالأفعال.
  الفائدة الثانية: في بيان معانيها في الأفعال واعلم أن لها في الفعل معنيين:
  أحدهما: التوبيخ في الماضي، وإنما كان التوبيخ مختصاً بالماضي لأن التوبيخ معناه على اللوم على الفعل والذم على إيقاعه، وهذا لا يكون إلا في أمر واقع.
  وثانيهما: التحضيض في المستقبل وإنما كان التحضيض مختصاً بالاستقبال، لأن التحضيض معناه الحث على الفعل والبعث عليه، وهذا لا يكون إلا في أمر يتجدد من بعد، فلهذا كان مختصاً بالاستقبال.
  الفائدة الثالثة: في بيان حكم الاسم إذا وليها، اعلم أنا قد بينا أنها من لوازم الأفعال، فإذا وليها الاسم كان على تقدير إضمار الفعل، ووقوعه على وجهين: