حروف الإعراب
  الفائدة الأولى: في وجه اختصاصها بالفعل، وقد مضى شرحه، فلا حاجة إلى إعادتها.
  الفائدة الثانية: في ذكر معانيها وشي أربعة أولها: (قد) ولها معنيان: أحدهما: التوقع في الماضي كقول المؤذن (قد قامت الصلاة) لمن ينتظرها، وثانيها: التقليل في المضارع ومنه قولهم (إن الكذوب قد يصدق) وهو يمنزلة (رب) في الأسماء.
  وثانيها: (لو) ومعناها انتفاء الشيء لانتفاء غيره، تقول (لو جئتني أكرمتك) فانتفاء المجيء يدل على انتفاء الإكرام، قال الله تعالى {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢] وانتفاء الفساد دال على انتفاء الإله الثاني. وهي موضوعة للشرط في الماضي كما (إن) الشرطية موضوعة للاستقبال، وقد زعم الفراء أن (لو) تستعمل في المستقبل (كإن) في مثل قولك (لو تكرمني أكرمك).
  وثالثها: (السين) ومعناها الاستقبال وهي مخلصة للفعل عن الاشتراك، ألا ترى أنك إذا قلت (هو يقوم) كان مشتركاً بين الحال والاستقبال، فإذا قلت (سيقوم) كان خالصاً للاستقبال.
  ورابعها: (سوف) ومعناها كمعنى السين إلا أن فيها زيادة تنفيس على (السين) ولهذا تقول (سوفته) إذا طال زمان انتظاره في المستقبل، ويجوز دخول (اللام) على سوف في نحو (إن زيداً لسوف يقوم) ولا يجوز دخولها على (السين) فلا