الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أحكام النداء

صفحة 329 - الجزء 1

  القريب وهي ثلاثة أيضاً (أي، وآ، والهمزة) فهذه الأحرف الثلاثة تستعمل لنداء القريب. الثالثة: (واو) وهي تختص بالمندوب، فتقول (وا زيد، وا زيدا) فتكون مخيرا فيه بين الضم وإلحاق الألف في آخره، أما الهاء فلا تلحق إلا في الوقف خاصة لبيان الألف فتقول (وا زيداه، ولا يندب) الا الاسم المعروف لأنه يكون عذراً، للمتفجع، فتقول (وا زيداه) ولا تقول (وا رجلاه) وإنما قالوا (وامن حفر بئر زمزماه) لأنه بمنزلة (واعبد المطلباه).

  الفائدة الثانية: في حكم المنادى بعدها وله أحكام ثلاثة: الحكم الأول: في إعرابه وبنائه، واعلم أن المنادى على نوعين معرب ومبني، فالمعرب نوعان:

  أحدهما: منصوب بكل حال ونصبه على وجهين، إما مضافاً كقولنا (يا عبد الله) أو مشبهاً به كقولنا (يا طالعاً جبلاً، ويا سائراً إلى دمشق) وإما نكرة كقولك (يا رجلاً ويا راكبا) وثانيهما: مجرور وجره على وجهين إما مستغاثا كقولك (يا لزيد) و (يا الله) وإما متعجباً منه كقولك (يا للماء، ويا للدواهي).

  النوع الثاني: مبني، وبناؤه على وجهين، إما علماً مقصوداً كقولك (يا زيد، ويا عمرو) وإما نكرة مقصودة كقولك (يا رجل و يا غلام) وإنما بني هاهنا لوقوعه موقع المضمر فينزل قولك (يا زيد) منزلة قولنا (يا أنت) فبني كبنائه، فهذا حكمه في الإعراب والبناء.

  الحكم الثاني: للمنادى، أنه يجوز طرح حرف النداء عنه إلا مع اسم الجنس واسم الإشارة فلا تقول (رجل ولا هذا) لأجل اللبس، وهكذا المستغاث والمندوب لا يجوز طرحه عنهما أيضاً لأجل اللبس، وما عدا هذه الأمور الأربعة يسوغ طرحه، كالمضاف والعلم في مثل قولك (عبدالله) و {يُوسُفُ أَعْرِضْ}⁣[يوسف: ٢٩] و (من لا يزال محسناً أحسن إليَّ).