الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

(لا) النافية للجنس

صفحة 331 - الجزء 1

  عوامل المبتدأ والخبر وثالثها: أن كل واحد منهما يدخل عليه الباء في خبره لتأكيد النفي، فتقول (ليس زيد بقائم) كما تقول (ما زيد بقائم) فلما وقعت المشابهة بينهما من هذه الأوجه حملت (ما) على (ليس) فعملت عملها، فتقول (ما زيد قائماً) كما تقول (ليس زيد بقائم).

  الفائدة الثانية: في بيان ما يبطل عملها، واعلم أن جملة ما يعرض لها فيبطل عملها أمور ثلاثة:

  أولها: دخول (إلا) عليها في مثل قولك (ما زيدٌ إلا قائم) وإنما بطل عملها مع (إلا) لأن (ما) إنما عملت لأجل النفي، وقد انتقض النفي (بالا) فلهذا قلنا إنه يبطل عملها.

  وثانيها: تقدم الخبر على الاسم في قولك (ما منطلق زيد) و (ما ضارب أخوك) وإنما يبطل عملها إذا تقدم خبرها على اسمها لأنها مشبهة بـ (ليس) فانحطت عن رتبتها، ولم تعمل مع تقدم الخبر لضعفها، وهكذا إذا تقدم معمولها فإنه يبطل العمل أيضاً كقولك (ما طعامك زيد آكل) لأن العامل إلى جنب معموله فيصير كما لو تقدم الخبر.

  وثالثها: دخول (إن) في نحو قولك ما إن زيد (قائم) وإنما بطل عملها مع (إن) لأن (ما) إذا دخلت على (إن) كفتها عن العمل أيضاً كما قدمنا شرحه.

  (قال الشيخ ومنها (لا) وهي حرف تنصب النكرة مادامت النكرة تليها ومادام النفي مستغرقاً، ومثل (لا إله إلا الله) فإن وقع فصل بطل النصب مثل {لَا فِيهَا غَوْلٌ}⁣[الصافات: ٤٧]).

  قال السيد الإمام:

  اعلم أن كلامه هاهنا في (لا) التي لنفي الجنس قد اشتمل على فوائد أربع:

  الفائدة الأولى: في بيان عملها، والوجه الذي لأجله عملت، وأما بيان عملها فهو نصب الاسم ورفع الخبر، وهي نظيرة (إنّ) في عملها، خلا أنها تخالف (إنّ) بأمرين: