الفصل الخامس فصل النصب

  (قال الشيخ: النصب ما جلبه عامل النصب، وعلاماته كلها خمس الفتحة والألف والياء والكسرة، وحذف النون، والأصل منها الفتحة وهي تكون في الأسماء والأفعال السالمة والمعتلة، سوى المعتل بالألف. والألف تكون في الأسماء المعتلة المضافة، والياء تكون في التثنية والجمع السالم، والكسرة تكون في جمع المؤنث السالم، وحذف النون تكون في تثنية فاعل الفعل وجمعه، والواحدة المؤنثة وجملة المنصوبات التي يكون فيها هذه العلامات أحد عشر. المفعول المطلق والمفعول به والمفعول له والمفعول معه والحال والتمييز والاستثناء، وخبر كان وأخواتها، واسم إن وأخواتها، والفعل المستقبل إذا كان معه ناصب، فالخمسة الأول منها هي الحقيقية والستة التي بعدها مشبهة بالمفعول الحقيقي. فالأول: يذكر للبيان عن تأكيد الفعل أو عدد مراتبه أو بيان نوعه مثل: ضربت ضربا وضربة، وضربا شديدا، والثاني: يذكر لبيان عمن وقع به الفعل مثل: ضربت زيداً وأعطيت زيداً درهماً وظننت زيداً عالماً، وأعلمت زيداً عمرا قائما، ومررت بزيد، وشكرت زيدا، وشكرت لزيد والمتعجب منه يلحق به مثل ما أحسن زيداً و المنادى المضاف والمشبه يلحق به أيضاً مثل يا عبد الله ويا طالعاً جبلاً، ويا رفيقاً بالعباد، والثالث: يذكر للبيان عن أي زمان وأي مكان وقع فيه الفعل مثل قمت يوم الجمعة أمام فلان ونحوه.

  الرابع: يكون للبيان عن علة الفعل وعذره مثل (جئته قضاء حقه) و (كلمته طمعاً في بره) وشرطه أن يكون مصدراً من غير لفظ الأول، مقدراً باللام عذراً لفعلك، وجواباً لقائل قال لم فعلت؟.

  والخامس: يذكر للبيان عن مصاحبة الشيء ومقارنته مثل استوى الماء والخشبة. وخلي زيد ورأيه، وشرطه أن تحذف (مع) وتقام (الواو) مقامها وينقل إعراب الاسم من الجر إلى النصب ويكون العامل فيه فعلا لا معنى فعل.

  والسادس: يذكر للبيان عن هيئة الفاعل والمفعول منتقلاً أو مقدراً بالمنتقل أو موطئاً أو مؤكداً، مثل جاء زيد ضاحكاً، وهذا زيد سائراً غداً، و (هذا كتاب مصدقاً لساناً عربياً) (وهو الحق مصدقاً) وشرطه أن يكون نكرة مشتقة تأتي بعد معرفة قد تم الكلام دونها ويقدر بفي، ويستفهم عنه بكيف؟ ومتى كان عامل الحال فعلاً متصرفاً جاز تقديمها على العامل، ومتى كان معنى فعل لم يجز، مثال المتصرف، جاء زيد ضاحكاً، ومثال معنى الفعل، هذا زيد ضاحكاً ونحوه.