المبني على الضم
  المفعول وما أشبهه لأن (الرفع قد سبق له الفاعل أخذه ولم يبق إلا النصب والجر وإنما اختص المفعول بالنصب دون الجر لأن المفاعيل كثيرة الدور والاستعمال في كلام العرب، فخصت بالنصب للخفة لسعتها وكثره دورها وانتشارها كما سنفصل الكلام فيها).
  وأما علاماته: فهي خمس الفتحة والألف والكسرة وحذف النون. والأصل من هذه العلامات إنما هو الفتحة لأنها حركة، وأصل الإعراب بالحركات وما عداها من العلامات إما حرف كالألف والياء وإما محمولة عليها كالكسر في باب (الزينبات وحذف النون في لن تفعلا) فإنه محمول على الجزم في (لم يفعلا) فلهذا قلنا إنها هي الأصل في الباب.
  وأما الموضع الثاني: وهو في بيان مواقعها في المعربات فنحن نذكرها واحدة واحدة.
  فأما الفتحة فلها موقعان أحدهما: في الأسماء وهي فيها على وجهين ظاهرة ومقدرة فالظاهرة تكون في الأسماء الصحيحة في مثل (ريد والرجل) والمعتل بالياء في مثل (القاضي والداعي) وأما المقدرة فهي تكون في الأسماء المعتلة بالألف مثل (العصا والفتى والمولى).
  وثانيهما: في الأفعال وهي فيها على وجهين ظاهرة ومقدرة. فالظاهرة في الأفعال الصحيحة، في نحو (لن يضرب ولن يخرج) وفي المعتلة في الياء والواو في مثل (لن يغزو ولن يرمي) وأما المقدرة فهي تكون في الأفعال المعتلة بالألف نحو (لن يخشى ولن يرضي) فهذه مواقع الفتحة.
  وأما الألف: فليس تكون علامة للنصب إلا في موضع واحد وهي الأسماء الستة المضافة تقول (رأيت أباه وأخاه و حماه) ولا تكون علامة للنصب في (غيرها بحال وأما الياء: فلها موقعان أحدهما: في التثنية الحقيقية في نحو (رأيت الزيدين والمسلمين) وغير حقيقة في مثل (رأيت هذين واللذين قاما) فإن علامة النصب هاهنا الياء المفتوح ما قبلها.
  وثانيها في الجمع الحقيقي السالم في مثل (رأيت الزيدين والمسلمين) وغير الحقيقي في مثل قولك (رأيت أرضين وسنين) فإن علامة النصب هاهنا هي الياء المكسور ما قبلها.