الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

المفعول المطلق

صفحة 344 - الجزء 1

  وأما الكسرة فليست تكون علامة) للنصب إلا في جمع المؤنث السالم في مثل قولك (رأيت الزينبات والمسلمات) وقد قدمنا وجه امتناع النصب في فصل الأسماء الظاهرة، وأما حذف النون فهي تكون علامة للنصب في ثلاثة أفعال، في فعل الاثنين في مثل (لن يخرجا ولن تضرباً) وفعل الجماعة في نحو (لن تفعلوا ولن تخرجوا) وفي فعل الواحدة المؤنثة في مثل (لن تضربي ولن تخرجي يا امرأة) فهذه جملة مواقع هذه العلامات.

  وأما الموضع الثالث: وهو في حصر المنصوبات، فاعلم أن حقيقتها ما اشتمل على علم المفعولية، وأما حصرها فهي منقسمة في غرضنا إلى ثلاثة أقسام.

  القسم الأول: في بيان المفعولات الحقيقية وهي أنواع خمسه:

  (المفعول المطلق، والمفعول به، والمفعول فيه، والمفعول له، والمفعول معه).

  وللنحاة فيها مذهبان، فالمذهب الأول وهو قول جمهور البصريين أن هذه الخمسة مفعولات حقيقية، والمذهب الثاني وهو قول بعض البصريين أن الحقيقية فيها ليس إلا الثلاثة الأول، وهو المفعول المطلق، والمفعول به، والمفعول فيه، وأما المفعولان الآخران، وهما المفعول له، والمفعول معه، فإنهما ليس بحقيقين والمختار هو الأول.

  ويدل عليه أن هذه المفاعيل الخمسة لازمة للفعل، وفيه دلالة قويه عليها، فالفعل يدل على المفعول المطلق بلفظه وصورته، وعلى المفعول به بمعناه ومعقوليته وعلى المفعول فيه للزمان بصيغته، وعلى المكان بضرورته، وعلى المفعول له بعلته وعلى المفعول معه بمقارنته، وليس لسائر المنصوبات بالفعل كالحال والتمييز وسائرها مثل هذه المزيه فلهذا قلنا إنها حقيقية ونحن نذكرها واحدا واحدا بعون الله تعالى.

المفعول المطلق

  النوع الأول: وفيه ثلاثة فوائد:

  الفائدة الأولى: في حقيقته وذكر ألقابه: أما حقيقته (فهو ما فعله فاعل الفعل المذكور) كقولك (ضربت الضرب وضرباً) فقولك (الضرب، وضرباً) هو اسم لما فعله فاعل الفعل المذكور، وهو قولنا ضربت فهذا معنى مصدر على جهة التقريب.