الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أحكامه

صفحة 346 - الجزء 1

  المصدر أنت فيه بالخيار، إن شئت أظهرت فعله فقلت (قدمت خير مقدم) وإن شئت أضمرته وقلت (خير مقدم). والثاني: منها: لا يستعمل إظهار فعله بحال، وهذا في مثل قولك (ساقيا ورعيا وجدعا وعقرا) فإن هذه المصادر لا يجوز إظهار فعلها فلا تقول (سقيت سقيا) ولا (رعيت رعيا) بل تلفظ بالمصدر مجرداً عن الفعل، وإنما فعلوا ذلك، لأنهم جعلوا هذه المصادر كالعوض عن هذه الأفعال). الثالث منها: ما لا فعل له أصلاً، و ذلك نحو قولهم (ويحك و ويسك و ويلك، و ويبك) فهذه المصادر لم ينطق بأفعالها، بل وضعوها موضع الفعل، وأسقطوه.

  التقسيم الثالث: باعتبار إعرابه وهو على نوعين لازم للمصدرية وغير لازم.

  فاللازم للمصدرية: نحو قولك (سبحان الله) و (معاذ الله) و (لبيك وسعديك) فإن هذه المصادر وما شاكلها لا يجوز خروجها عن النصب بحال.

  وغير اللازم في مثل قولك (سرت سيراً) و (أعجبني السير) و (ما سررت بالسير) فنجد هذه المصادر تجري بأنواع الإعراب.

  الفائدة الثالثة في أحكامه وهي ثلاثة:

  أولها: إن الأصل في المصدر أن يكون مطابقاً لفعله جارياً عليه في لفظه، فتقول (ضربت ضرباً) و (أكلت أكلاً) وقد يقرن بالفعل غير مصدره مما هو بمعناه، وذلك على وجهين: مصدر وغير مصدر، فالمصدر على وجهين:

  أحدهما: يلاقي الفعل في اشتقاقه كقوله تعالى {أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ١٧}⁣[نوح] فقوله (نباتاً) يلاقي الفعل في اشتقاقه، لكنه ليس مصدراً له، وإنما مصدره هـ أنبتكم إنباتا.

  وثانيها: مالا يلاقيه نحو قولهم (قعدت جلوساً، وحبست منعاً).