الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

المفعول له

صفحة 353 - الجزء 1

  المفعولية وهذا هو المختار، لأنه يفهم منه التعليل، لأن المعنى في قولك (ضربت تأديبيا) تأديبا أي لأجل التأديب، وليس من المصدرية في شيء.

  الفائدة الثانية: في تقسيمه. وله تقسيمان اثنان: الأول: منهما باعتباره في نفسه إلى مصدر وغير مصدر، فالمصدر نحو قولك (ضربته تأديباً) و (جئتك طمعاً) وغير المصدر نحو قولك (جئتك للسمن وللدرهم).

  التقسيم الثاني: باعتبار أحواله إلى معرفة ونكرة، فالمعرفة في مثل قولك: (جئتك خوف اللوم) قال الله تعالى {حَذَرَ الْمَوْتِ}⁣[البقرة: ١٩] وإلى نكرة نحو قولك (جئتك خوفاً لك و طمعا فيك).

  الفائدة الثالثة: في شرط نصبه وشرط كونه منصوباً أمور ثلاث أولها: أن يكون مصدرا، فإن كان غير مصدر ظهرت اللآم كقولك (جئتك للسمن والدينار).

  وثانيها: أن يكون فعلاً لفاعل الفعل المعلل فإن لم يكن ظهرت اللام في مثل قولك (جئتك لصلاحك) وثالثها: أن يكون مقارناً له في الوجود فإن لم يكن مقارنا له ظهرت اللام كقولك (جئتك لإكرامك الزائر أمس) فإن حصلت هذه الأمور الثلاثة وجب نصبه على المفعولية كقولك (جئتك طمعا وقعدت مخافة الأسد) فقد اجتمع لك هاهنا الأمور الثلاثة، فلهذا وجب النصب فهذا هو الكلام في المفعول له).