الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أحكام التمييز

صفحة 362 - الجزء 1

  المفرد لأن الإبهام إنما كان حاصلاً في المفرد نفسه وهو قولنا (عشرون ورطل ومنوان) من غير نظر إلى غيره، وأما الجملة فهي مثل قولنا (طاب زيد نفساً) و (تفقاً شحما)، وإنما كان هذا تمييزا في الجملة، لأن الإبهام إنما نشأ من انتساب الطيب والتفقي إلى زيد، فكان حاصلا من مجموع الجزأين فلهذا عددناه في الجملة.

  التقسيم الثاني: باعتبار المميز في نفسه إلى نوعين مفرد ومجموع، فالمفرد في الأجناس في مثل قولك: (عندي رطل زيتاً، ومنوان سمنا، وعشرون درهما)، فهذا ونحوه لا يكون إلا مفرداً وأما المجموع فيكون على وجهين: أحدهما في الأجناس إذا تنوعت كقولك (عندي أرطال زيوتا) و (أمنان سمنا) و (أواق أعسالاً.

  وثانيها في الجملة: في مثل قولك (طاب الزيدون نفوساً وكرموا أصولاً).

  التقسيم الثالث: باعتبار كيفية التمييز وهو على وجهين: زائل ولازم، فالزائل ما كان بالتنوين ونون التثنية في مثل قولك (رطل زيتاً) و (منوان سمنا) ونعني بالزائل ما جاز مفارقته للتنوين والنون إلى الإضافة فتقول (رطل زيت) و (منوا سمن) واللارم ما كان بنون الجمع والإضافة في مثل قولك: (عشرون درهما) و (مثلك رجلا) ونريد اللازم أنه لا يجوز خروجه عن النون والإضافة، فلا تقول (عشرو درهم) ولا (مثل رجل) فهذا تقسيمه.

أحكام التمييز:

  الفائدة الثالثة: في بيان أحكامه، وله أحكام ستة:

  أولها: أن من حق التمييز ألا ينتصب إلا عن تمام؛ لأنه فضلة في المفرد والجملة، فلهذا لم يأت إلا بعد تمام الكلام، فتمامه في الجملة بعد ذكر الفاعل، فتقول (طاب زيد نفسا) و (تفقأ شحما) وتمامه بالمفرد بأمور أربعة: بالتنوين في مثل (رطل زيتاً) وبالتثنية في نحو قولك (منوان سمنا) ونون الجمع في نحو (عشرون درهما) والإضافة في مثل (ما رأيت مثله رجلاً).