الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أقسامه

صفحة 365 - الجزء 1

  وثالثها: قول سيبويه وهو المختار وهو أن العامل فيه الفعل أو معناه بواسطة (إلا) فالفعل في مثل قولك (قام القوم إلا زيداً) والمعنى في مثل قولك (القوم إخوتك إلا زيدا) وإنما كان في معنى الفعل، لأنه يقتضي ما بعده كاقتضاء الفعل.

  أقسام الاستثناء:

  الفائدة الثانية: في تقسيمه وله تقسيمات ثلاث:

  التقسيم لأول: باعتباره في نفسه إلى متصل ومنفصل، فالمتصل نحو قولك (قام القوم إلا زيدا) والمنفصل مثل قولك (ما زاد إلا ما نقص) و (ما نفع إلا ما ضر) وهو كثير في كلام العرب وقد ورد به التنزيل قال تعالى {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ٣٠ إِلَّا إِبْلِيسَ}⁣[الحجر: ٣٠ - ٣١] وليس من جنس الملائكة.

  التقسيم الثاني: باعتبار إعرابه إلى ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون منصوباً بكل حال، أما موجبا في مثل (قام القوم إلا زيدا) أو (ما هو في تأويل الموجب كقولك (ما أكل أحد إلا الخبز إلا زيداً) لأنه في معنى (كل أحد أكل الخبز إلا زيداً) وإما مقدماً في مثل قولك (ما جاءني إلا زيداً أحد) وأما منقطعاً في مثل قولك (ما جاءني أحد إلا حماراً).

  وثانيهما: أن يكون مجروراً وهو ما استثني بـ (حاشا، وغير وسوى، وسوى) والمبرد يجيز النصب بحاشا.

  وثالثها: يجوز فيه الرفع والنصب وهو ما استثني بإلا وأخواتها من كلام غير موجب مثل (ما جاءني أحدٌ إلا زيد وإلا زيدا) فالرفع على البدل والنصب أصل الاستثناء.