مقدراً في المعنى وجب أن يكون المضاف إليه، فهذا هو الكلام في هذه المقدمة ونشرع الآن في الكلام في المجرورات وهي منحصرة في أقسام ثلاثة: التقسيم الأول في الأسماء المضافة إضافة معنوية، وهي ثلاثة أنواع.

  النوع الأول: مجرورات ملك وملابسة وذلك نحو قولك (سرج الدابة، وأخو زيد وثوبه ودابته) ومعنى قولنا إنها إضافة ملك في مثل (دار زيد) أنه يملكها ومعنى كونها إضافة ملابسة في مثل (سرج الدابة، وأخو زيد) أن للمضاف تعلقا بالمضاف إليه على حال ما.

  النوع الثاني: مجرورات نوع و جنس في مثل قولك (ثوب خز، وباب ساج، وخاتم فضة) وإنما قلنا: إن هذه مجرورات نوع وجنس لأنها مقدرة بـ (من) وهي تدل على الجنسية فهذا ونحوه يجوز فيه ثلاثة أوجه: الجر على الإضافة تقول (هذا ثوب خز) والنصب على التمييز، تقول (هذا ثوب خزا) والرفع على الصفة، تقول (هذا ثوب خز).

  النوع الثالث: مجرورات وصف وحذف في نحو قولك (مسجد الجامع، وصلاة الأولى وجانب الغربي، ودار الآخرة) وإنما قلنا: إن هذه مجرورات وصف وحذف؛ لأنا لو لم نقدر شيئاً محذوف لكان من باب إضافة الموصوف إلى الصفة وهو محال فلابد من تقدير شيء محذوف لتصح هذه الأشياء فتقول (مسجد الوقت الجامع، وصلاة الساعة الأولى، وجانب المكان الغربي، ودار الكرة الآخرة، وهكذا نفعل فيما جرى هذا المجرى.

  الإضافة اللفظية: القسم الثاني في الأسماء المضافة إضافة لفظية وهي نوعان:

  النوع الأول: مجرورات لفظ وتخفيف، وهذا كإضافة اسم الفاعل إلى مفعوله من نحو (ضارب زيد) و (راكب فرس) واعلم أن اسم الفاعل يستعمل على وجهين:

  أحدهما أن يكون بمعنى الحال والاستقبال، فيجوز فيه الإعمال وتركه، فتقول (هذا ضارب زيداً ألان) فتعمله، (وضارب زيد) فتلغيه وتضيفه، وهذه الإضافة لا تفيد تعريفا ولا تخصيصاً، بل يكون المعنى كما كان قبل الإضافة.

  وثانيهما: أن يكون بمعنى الماضي كقولك (ضارب زيد أمس)، فإذا كان بمعني الماضي فليس فيه إلا وجه واحد وهو الإضافة عند أكثر النحاة من البصرين، وقد حكي إعماله بمعنى المضي عن الكسائي وهو قوي، وهذه الإضافة تفيد التعريف والتخصيص كسائر الأسماء المضافة إضافة معنوية.

  النوع الثاني: مجرورات التشبيه: وذلك نحو إضافة الصفة إلى فاعلها كقولك (حسن الوجه) و (عفيف اليد) وإنما قلنا: مجرورات تشبيه لأنها كلام في إضافة