الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

حقيقة الجزم وعلاماته

صفحة 375 - الجزء 1

الفصل السابع فصل الجزم

  (قال الشيخ: الجزم ما جلبه عامل الجزم، وله علامتان، السكون والحذف فالسكون في الأفعال السالمة نحو (لم يضرب لم يخرج) وما أشبه ذلك، والحذف يكون في الأفعال المعتلة، وفي الأفعال التي علامة رفعها ثبات النون مثاله (لم يدع، لم يرم، لم يخش ولم تفعلي يا هند، ولم تفعلا يا هندان، ولم تفعلوا يا هؤلاء)، وجملة المجزومات ثلاثة مجزومات نهي، وأمر باللام، مثل (لا تفعل وليفعل فلان) ومجزومات نفي مثل (لم يفعل ولما يفعل) ومجزومات شرط، أو مقدر بالشرط مثل (إن تفعل أفعل وأخواته ومثل أتفعل أفعل؟ وأخواته، وماعدا ما ذكرناه فمبني على السكون وموقوف، وليس بمجزوم).

  قال السيد الإمام:

  هذا الفصل يشتمل على أربعة مواضع: الأول: في حقيقة الجزم وذكر علاماته، والثاني: في مواقعها. والثالث: في حصر المجزومات والرابع: في ضبط ما بني على السكون.

حقيقة الجزم وعلاماته

  أما الموضع الأول: وهو في حقيقة الجزم وذكر علاماته، أما حده فله معنيان لغوي وهو القطع ويقال جزم القلم إذا قطع تحريفه ومنه جزم أمره إذا اقتطع التسويف فيه فأما في مصطلح النحاة: فهو قطع الحركة والحذف لأجل العامل، وأما علاماته، فله علامتان حذف وسكون فالسكون.

  فالسكون إنما يكون في الأفعال الصحيحة في مثل قولك (لم يخرج ولم يضرب) والحذف في الأفعال المعتلة كما سيأتي في بيان موقعها.