مواقع علامات الجزم:
مواقع علامات الجزم:
  وأما الموضع الثاني: وهو في بيان هاتين العلامتين، فأما السكون فاعلم بأن له موقعين، أحدهما الأفعال الصحيحة في مثل (لم يكتب ولم يقعد) وما أشبهه.
  وثانيهما: في الأفعال المهموزة في مثل (لم يقرأ ولم يُجبأ) فإن الهمزة تجري مجرى الحرف الصحيح، فلهذا كان الإعراب فيه بحذف الحركة كالصحيح، وأما الحذف فله موقعان:
  أحدهما: في الأفعال المعتلة اللام بالألف في مثل (لم يخش ولم يرض) وبالواو نحو (لم يغز ولم يدعُ) وبالياء في مثل (لم يرم ولم يقض) وإنما وجب حذف حرف هاهنا لأن الجازم من حقه القطع للحركة، فلما لم يجد حركة يقطعها، اقتطع نفس الحرف، ونزل الحرف منزلة الحركة في الحذف.
  وثانيها: حذف النون في فعل الاثنين والجماعة والواحدة المؤنثة، في مثل (لم يفعلا ولم يفعلوا، ولم تفعلي يا امرأة، وإنما وجب حذفها لأجل الجازم؛ لأن النون هاهنا بمنزلة الحركة، فلهذا وجب حذفها فصار إعراب الأفعال مختلفاً، وجملة الأمر أن الأفعال بالإضافة إلى إعراباتها بالرفع والنصب والجزم على أربعة أقسام:
  القسم الأول: يضم في الرفع و يفتح في النصب ويسكن في الجزم و هذا هو الأفعال الصحيحة والمهموزة في مثل قولك (هو يضرب ويقرأ، ولن يضرب ولن يقرأ، ولم يضرب و لم يقرأ).
  القسم الثاني: يسكن في الرفع ويفتح في النصب ويحذف في الجزم، وهذا هو الأفعال المعتلة بالواو والياء في مثل (هو يغزو ويرمي، ولن يغزو ولن يرمي ولم يغرُ ولم يرم).
  القسم الثالث: يسكن في الرفع والنصب ويحذف في الجزم، وهذا هو الأفعال المعتلة بألف نحو (هو يخشى ويرضى، ولن يخشى ولن يرضى، ولم يخش ولم يرض).
  والقسم الرابع: يحذف في النصب والجزم ويثبت في الرفع، وهذا هو الأفعال المعربة بالحرف من نحو (هما يفعلان وهم يفعلون ولم يفعلا ولم يفعلوا، ولن تفعلوا ولن تفعلي يا امرأة) فهذه أحكام الأفعال في دخول الإعراب عليها.