حصر المجزومات:

  وأما الموضع الثالث: وهو في حصر المجزومات فاعلم أنها أنواع أربعة: النوع الأول: مجزومات الأوامر وجواباتها في نحو قولك (ليقم زيد، وليقعد عمرو أكلمه، وليكرمني أنصفه)، فهذا الأمر مجزوم باللام، وجوابه أيضاً مجزوم بإضمار (إن) وقد قدمنا ذكر اللام، وأين يجب ظهورها، فلا وجه لإعادته.

  النوع الثاني: مجزومات النهي في مثل قولك (لا تقم ولا تخرج) فأما جواباتها فلا يجوز جزمها لفساد المعنى فلا تقول (لا تدنُ من الأسد يأكلك) بالجزم، لأن المعنى (إن لا تدن من الأسد يأكلك) فيصير عدم الدنو سبباً للأكل، وهذا فاسد، فإذا بطل جزمه كان مرفوعاً على الاستئناف أي فهو يأكلك أو منصوباً بالفاء إذا دخلت، وأجاز الكسائي جزمه على أنه جواب للنهي، وتكون لا مطروحة فيستقيم المعنى.

  النوع الثالث: مجزومات النفي في مثل (لم يقم ولم يقعد) وقد قدمنا ذكر هذه الحروف و معانيها في النفي فيما سبق.

  النوع الرابع: مجزومات الشرط وجوابه أو ما في معنى الشرط من جوابات الأمور السبعة في مثل (إن تقم أقم، وإن تكرمني أشكرك) وهذا كله قد سبق فلا يعاد، فهذه جملة المجزومات.

الأمور المبنية على السكون

  وأما الموضع الرابع: وهو في حصر المبنيات على السكون، فاعلم أن الأصل في جميع المبنيات هو السكون وإنما يقدم على الحركة لعارض، وجملة ما بني على السكون ضروب ثلاثة: فالأول: يختص الأسماء كقولك (مَنْ وكم) وغيرها من الأسماء.

  الثاني: يختص الأفعال في مثل (قم وكلِّ وخُذْ).

  والثالث: يختص الحروف مثل (مِنْ وعَن) فجميع هذا يقال له وقف ولا يقال له جزم كما قدمناه في ألقاب البناء فهذا هو الكلام في فصل الجزم.