أفعال المقاربة
  الفائدة الثالثة: في ذكر أحكامها الخاصة، فأما (كان) فهي تستعمل على أربعة أوجه: (ناقصة) تحتاج إلى اسم وخبر في مثل قولك (كان زيد قائماً) وهو أكثر وجوهها استعمالاً و (تامة) بمعنى وقع كقولهم (كانت الكائنة) و (التي بمعنى الشأن والقصة) كقولك (كان الجيش قادم) ووروده إنما في الأشياء العظيمة، وقد ترد في غيرها كقولك (إنه أنا آكل) وهذا هو مراد الشيخ، فإنه أكثر ما يستعمل عند تفخيم الأخبار بالشيء وتعظيمه، و (زائدة) في مثل قولهم: (لم يوجد كان مثلهم) قال: (على كان المسومة العرب) وأما (صار) فهي) للانتقال، ولها فيه معنيان: أحدهما: حقيقي وهو حصوله على صفة لم يكن عليها كقولك (صار الطين خزفا) و (صار الحي ترابا) وثانيهما مجازي كقولك (صار زيد إلى عمرو) و (صارت الأمور إلى الله). وأما (أصبح وأضحى وأمسى) فلها ثلاثة معان: أحدها: اقتران مضمون الجملة بأزمانها على طريقة (كان) وثانيها: أنها تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات فيكون معنى قولك (أضحى زيد) أي دخل في وقت الضحى وكذلك أصبح وأمسى، أي دخل في وقت الصباح والمساء. وثالثها: أن تكون بمعني (صار) كقولك (أصبح زيد غبيا) و (أمسى أميراً) أي صار. وأما (ظل وبات) فلها معنيان: أحدهما اقتران مضمون الجملة بأزمانها علي طريقة كان. وثانيهما استعمالهما بمعنى صار، كقوله تعالى {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}[النحل: ٥٨] أي صار وأما (ما زال