النوع التاسع: في أفعال المدح والذم
  أحسن والله في الدار أخاك) وقد أجاز الجرمي الفصل بالظرف في مثل (ما أحسن اليوم زيداً). ورابعها: جواز دخول كان عليها للدلالة على المضي تقول (ما أحسن زيداً) و (ما أحسن كان زيداً) فهذا هو الكلام في صيغة التعجب، فأما الكلام فيما يبنى منه فعل التعجب من الأفعال وما لا يبنى فسيأتي تقرير في أفعل التفضيل بمعونة الله تعالى.
النوع التاسع: في أفعال المدح والذم
  وهي (نعم وبئس وحبذا) أما (نعم، وبئس) ففيهما أربع لغات (فنعم) بفتح الفاء وكسر العين على الأصل. و (نعم) بكسر الفاء والعين على الاتباع، و (نعم) بكسر الفاء والإسكان للعين للتخفيف، و (نعم) أيضاً بفتح الفاء والإسكان للعين للتخفيف، وأما (حبذا) ففيهما لغتان، فتح الفاء وضمها، فإذا عرفت هذا فاعلم أن الكلام فيها قد اشتمل على ذكر فوائد أربع:
  الفائدة الأولى: في ذكر حقيقتها وبيان الخلاف فيها: أما حقيقتها فهي الصيغ الإنشائية الدالة على المدح والدم فقولنا الصيغ عام فيها، وفي غيرها وقولنا الإنشائية يحترز به عن مثل قولنا (مدحت و ذممت) فإن هذا وإن كان دالا على المدح إلا أنه خبر وليس بإنشاء ونعني بقولنا إنها للإنشاء أنها لا تحتمل صدقاً ولا كذباً، قولنا الدالة على المدح والذم يحترز به عن سائر الصيغ الإنشائية، فإنها وإن كانت إنشائية فإنها لا تفيد مدحاً و لا ذماً، كالأمر والنهي وغيرهما.
  وأما بيان الخلاف فيها فاعلم أن أهل الكوفة زعموا أنهما اسمان وذهب المحققون من أهل البصرة إلى أنهما فعلان، وإلى هذا ذهب الكسائي من