الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

النوع التاسع: في أفعال المدح والذم

صفحة 401 - الجزء 1

  الكوفيين، وعمدتنا في كونهما فعلين أمران أما أولاً: فاتصال تاء التأنيث بهما في مثل قولك (نعمت المرأة هند) و (بئست الجارية جاريتك) وهي لا تتصل إلا بالأفعال. وأما ثانياً: فلأنها تعمل الرفع والنصب في مثل قولك (نعم الرجل زيد) و (نعم رجلاً زيد) والعمل من خصائص الأفعال، فوجب أن تكون أفعالاً. الفائدة الثانية: في بيان فاعلها، أما (نعم و بئس) ففاعلهما يكون على نوعين، ظاهر ومضمر، أما الظاهر فهو أيضاً يكون على وجهين معرفاً باللام كقولك (نعم الرجل، وبئس الرجل) ومضافا إلى معرف باللام كقولك (نعم غلام الرجل، وبئس صاحب العبد) وأما المضمر فهو في نحو قولك (نعم رجلاً وبئس غلاماً بشر) وأما حبذا فلا يكون فاعلها إلا على صفة واحدة باسم الإشارة وهو (ذا) ولا يغير عن حالته التي هو عليها في تثنية ولا جمع ولا تذكير ولا تأنيث، ولا يقام مقام (ذا) غيره من أسماء الإشارة بل يلتزم فيه طريقة واحدة فتقول (حبذا زيد، وحبذا هند) و (الزيدان حبذا) و (الزيدون حبذا)، والتزموا في فاعله الإبهام، وفسروه بالنكرة، كما فعلوا ذلك في (نعم وبئس) فقالوا (حبذا رجلاً وحبذا امرأةً) كما قالوا (نعم رجلاً وبئس صاحباً).

  الفائدة الثالثة: في بيان المخصوص بالمدح والذم في (نعم وبئس وحبذا) ولابد من كونه معرفة، وهو على وجهين ظاهر ومضمر، أما الظاهر فقد يكون علماً وغير