النوع التاسع: في أفعال المدح والذم
  علم، فالعلم في مثل قولك (نعم الرجل زيد) و (بئس الغلام بشر) وأما غير العلم ففي مثل قولك (بئس الصاحب أخوك) و (نعم الرجل أبوك) وأما المضمر ففي مثل قولك (زيد نعم رجلاً هو) و (عمرو بئس صاحباً هو) و تقول في حبذا (حبذا رجلاً زيد وحبذا رجلاً أخوك، وحبذا الرجل، وزيد حبذا هوا) وفي ارتفاعه مذهبان:
  أحدهما: أن يكون مبتدأ، وما تقدم من الجملة الفعلية في موضع الخبر، وما فيه من الإبهام سد مسد العائد. وثانيهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف والتقدير فيه نعم الرجل هو زيد وحبذا هو زيد، فالوجه الأول على كلام واحد، والثاني على كلامين، جملة ابتدائية، وجملة فعلية، وأما الأول فجملة ابتدائية لا غير.
  الفائدة الرابعة في بيان أحكامها وهي خمسة.
  أولها: أن من حق الفاعل فيها أن يكون معرفاً باللام، في مثل (نعم الرجل، وبئس الرجل) وإنما اشترط في فاعلهما أن يكون معرفاً باللام في مثل نعم الرجل وبئس الرجل لأنهما وضعا للمبالغة في المدح والذم فألزموهما اللام للإبهام لأن الشيء إذا أبهم أولاً ثم فسر كان أوقع في النفوس وأدخل في البيان. فصار وضع اللام للإبهام وللإشارة إلى معهود في الذهن، وقد سلك بحبذا هذا المسلك، فالتزموا هذا دلالة على الإبهام كما فعلوه في (نعم وبئس).
  وثانيها: أنها كلها لا تتصرف بشيء من متصرفات الأفعال، وإنما التزموا فيها