الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

القسم الثالث: في العوامل اللفظية من الحروف

صفحة 404 - الجزء 1

  يفعلا، والزيدون عسوا أن يفعلوا، والنساء عسين أن يفعلن) فيجعلونه ضميراً مرفوعاً في الغيبة والخطاب، وهذا هو الأشهر في لسانهم.

  وثانيهما: أن يقولوا عساك أن تفعل وعساكما، وعساكم، وعساكن، وعساه، وعساهما، وعساهم، وعساهن وعسائي، فيجعلونه ضمير منصوباً، وهذا قليل، وقد أنكره المبرد.

  واختلف في توجيهه، وللنحاة فيه مذهبان: أحدهما: وهو قول الخليل وسيبويه أن الكاف والهاء والياء في (عساك وعساه وعساني) في موضع نصب حملا (لعسى) على (لعل) لاشتراكهما في معنى الترجي.

  وثانيهما: وهو مذهب الأخفش أن هذه الضمائر في موضع رفع على أصلها، وأن ضمائر الرفع محمولة على ضمائر النصب هاهنا، كما حمل الجر على الرفع في قولهم (مررت بك أنت) و (به هو) و (بنا نحن).

  الفائدة الثانية في ليس: وهي من جملة الأفعال الناقصة، ودليلنا على فعليتها اتصال تاء التأنيث بها في مثل قولك (ليست المرأة قائمة) ودخول نون الوقاية في مثل قولهم (عليه رجلاً ليسني) فهذه أمارة كونها فعلاً وأصلها ليس (كصيد)، ولكنهم لما ألزموها ترك التصرف أشبهت الحروف فجعلوها على لفظ ما ليس من الفعل (كليت) فهذه جملة الأفعال العاملة.

القسم الثالث: في العوامل اللفظية من الحروف

  (قال الشيخ: وأما الحروف العاملة فقد ذكرت في فصل الحروف وهي سبعة وأربعين حرفا: ستة تنصب الاسم وترفع الخبر، ما لم يكن معها (ما) ولا ضمير الشأن والقصة، وتسعة تنصب الفعل المستقبل ما لم يكن معها نون التأكيد ولا نون جماعة النساء، وثمانية عشر تجر الاسم ل لفظاً أو تقديراً، وخمسة تجزم فعل المستقبل وهي (إن الخفيفة) وأخواتها مع ما حمل عليها، وسبعة تنصب المنادى إذا كان مضافاً أو مشبها بالمضاف أو مطولاً وهي