الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

المصادر

صفحة 420 - الجزء 1

  النوع السادس في المصادر:

  اعلم أنه كان ينبغي البداية في الكلام في الأسماء المشتقة العاملة، بالمصدر لأنه أصل الفعل كما هو مذهب البصريين، ولكن الشيخ أخره إلى هاهنا فأخرناه، ولقد سبق صدر من الكلام فيه، ولكن ذكرناه هناك باعتبار كونه مفعولاً منصوباً، والذي نذكر هاهنا أوزانه وعمله وأحكامه فهذه ثلاث فوائد.

  الفائدة الأولى: في ذكر أوزانه، واعلم أن أوزان المصادر كثيرة واسعة في كلام العرب، ولكننا نقتصر منها على خمس مراتب:

  المرتبة الأولى: في حصر أوزان الثلاثي المجرد: واعلم أنهم تصرفوا في مصدر الثلاثي تصرفاً كبيراً واتسعوا فيه اتساعاً طويلاً، وإنما كان ذلك لخفته على ألسنتهم وكثرة دوره، وغاية ما ترتقي إليه أبنيته غير ذوات الميم ثمانية وعشرون بناء فعل (كقتل) وفعل (كفسق) وفعل (كشغل) وفعلة نحو (رحمة) وفعلة نحو (نشدة) وفعلة نحو (كدرة) وفعلى نحو (دعوى) وفعلى نحو (ذكري) وفعلى نحو (بشرى) وفعلان نحو (ليّان) وفِعْلان نحو (حرمان) وفعلان نحو (غفْران) وفَعَلان نحو (نَزَوانِ) وفعل نحو (طَلَبَ) وفَعِل نَحو (خَنق) وفعل نحو (صغر) وفعل نحو (هدى) وفَعلة نحو (غَلَبَة) وفعِلَة نحو (سَرَقَة) وفَعالَ نحو (ذَهاب) وفعال نحو (صراف) وفعال نحو (سُؤال) وفَعَالة نحو (زهادة) وفعالة نحو (دراية) وفعول نحو (دخول) وفعول نحو (قبول) وفَعيل نحو (وجيف) فهذه كلها أبنية الثلاثي المجرد.

  المرتبة الثانية: في أبنية الثلاثي والرباعي: أما الرباعي فله ثلاثة أمثلة، فعللة (كقرطس قِرْطَسةً) و (دَحْرَجَ دَحْرَجة)، وفعلال (كسر هفته سرهافا) و (تحرجته دحراجاً)، وتفعلُل كـ (تَدْحُرج تَدَحْرُجا) و (تقرطس تقرطساً) وأما الثلاثي المزيد: فتجري مصادره على سنن واحد وطريقة مستمرة في أكثر مواقعها في نحو: أفعل إفعالاً كـ (أخرج إخراجاً) وافتعل افتعالاً نحو (اقتدر اقتدارا)، وفي نحو انفعل انفعالاً (كانطلق انطلاقاً) وفي مثل استفعل استفعالاً (كا ستخرج استخراجا) وفي