المصادر
  مثل افعوعل افيعالاً (كاخشوشن اخشيشانا)، وفي مثل افعول افعوالاً (كاخروط اخرواطًا)، وفي مثل افعنلل افعنلالاً نحو (اسحنكك اسحنكاكاً)، فهذه المصادر تأتى على هذه القياس المطرد لا تخرج عنه بحال كما قررنا، وقد يجيء في كلامهم على القياس المطرد ثم يخرج عن ذلك، وذلك ثلاثة أفعال: أحدها: فاعل فقياسه المطرد الذي يجري عليه مفاعلة (كقاتل مقاتلة)، وقد جاء على فعال حيث قالوا (ماريته مراء) وقياسه مماراة كمقاتلة، وثانيها: تفعل فمصدره القياس تفعلا (كتحمل تحملاً)، وقد جاء تفعال (كتحمال) تقول (تملق تملاقا) وقياسه (تملقاً). وثالثها: فعل وقياس مصدره الصحيح تفعيلاً، (كقتله تقتيلاً)، وقياس المعتل منه تفعلة (كعزي تعزية)، (وروى تروية)، وقد جاء على فعال كقتال، قال تعالى {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ٢٨}[النبأ] وقياسه تكذيباً. فعلى هذا يجري في الثلاثي المزيد والرباعي.
  المرتبة الثالثة: في أبنية المصادر ذوات الميم وهي نوعان: فالنوع الأول: منها ما بني من الثلاثي المجرد، وهو على ضربين: أحدهما: على وزن المفعل بفتح العين، وبناؤه يكون مما عين مضارعه مفتوحة كالمذهب والمشرب أو مضمومة كالمدخل والمخرج والمقعد أو مكسورة كالمضرب والمَحْبِس والمجلس للضرب والحبس والجلوس وقد شذ المرجع بالكسر عن القياس. في قوله تعالى {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ}[المائدة: ٤٨] فهذا يأتي بالفتح في عينه كما ذكرناه، وثانيهما: على وزن المفعول كالمعسور والميسور والمرفوع والموضوع والمعقول والمجلود والمفتون في قوله تعالى {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ٦}[القلم: ٦] يعني اليسر والعسر والرفع والوضع والعقل والجلاده والفتنة وهكذا المكروهة والمصدوقة بمعنى الكراهة والصدق، ولم يثبت سيبويه في المصادر الواردة على اسم المفعول.
  النوع الثاني: ما بني من الثلاثي المزيد والرباعي: وهو لا يخرج عن بناء اسم المفعول منه كالمُصبَّح والممس، والمُجرَب، والمقاتل قال الشاعر في المقاتل: