المصادر
  وتسلية، وقد جاء على الأصل في قوله: فهي تنزي دلوها تنزياً كما تنزي شهلة صبيا. فهذه زيدة الكلام في أبنية المصادر. الفائدة الثانية في كيفية عمل المصادر: اعلم أن العمل في المصادر لا يشترط فيه زمان كاسم الفعل، وإنما وجب ذلك فيه لأنه مقتض للعمل كاقتضاء الفعل لأنه في معناه، وفيه حروفه فصار مطابقاً للفعل في لفظه ومعناه، فعمل عمله، وله في العمل ثلاث حالات.
  الحالة الأولي: أن يكون منوناً تقول (أعجبني ضرب زيد عمراً)، و (عجبت من ضرب زيد مرا)، فيعمل عمل الفعل، فيرفع الفاعل وينصب المفعول كما ذكرنا، ويجوز في هذه الحالة طرح الفاعل فتقول (أعجبني ضرب زيداً)، وطرح المفعول فتقول (عجبت من ضرب زيد)، وإنما ساغ هاهنا طرح الفاعل لأنه لم يقع عمدة في الكلام لأن الجملة قد استقلت دونه فلم يلزم وجوب ذكره كما لزم ذكره مع الفعل لأن الفعل لا يستقل بدونه وأما المفعول فإنما جاز طرحه لأنه فضلة في الكلام فساغ حذفه.
  الحالة الثانية: أن يكون مضافاً إلى الفاعل كقولك (أعجبني ضرب الأمير اللص)، (ودق القصار الثوب)، وإلى المفعول كقولك (ضرب اللص الأمير) و (دق الثوب القصار) ويجوز طرح الفاعل والمفعول مع الإضافة أيضاً فتقول (أعجبني ضرب اللص)، و (دق الثوب) فتحذف الفاعل، وتقول (أعجبني ضرب الأمير ودق القصار) فتحذف المفعول أيضاً، وإنما ساغ هاهنا لما ذكرنا في المنون. الحالة الثالثة: أن يكون مستعملاً مع اللام كقولك (أعجبني الضرب زيداً) وهو قليل قال الله تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٤٨]، فأعمله بالمفعول المجرور، وأنشد النحاة في إعمال المعرف باللام: