الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

ما يعمل عمل المشتق وليس بمشتق

صفحة 425 - الجزء 1

  (قال الشيخ ومنها نوع يعمل عمل الفعل وليس بمشتق وإنما هو واقع موقع المشتق وذلك كل ظرف وقع صفة أو صلة أو حالا أو خبراً فإنه بعمل في الأحوال النصب مثل قولك (زيد عندك ضاحكا)، فعندك وقع موقع مشتق وهو ثابت أو موجود وكذلك أسماء الإشارة كقولك (هذا زيد واقفاً)، (وهذه هند واقفة) فهذا واقع موقع أشير وأشرت وأنبه أو نبهت. وهذان الضربان لا يتقدم معمولهما عليهما إلا أن يكون المعمول ظرفا. ومنها نوع يعمل عمل الحروف وهي الأسماء المضافة إضافة ملك أو إضافة جنس، وضرب يجر بمعنى اللام قولك (هذا غلام زيد)، وضرب يجر بمعنى (من) كقولك (هذا ثوب خز)، ولا يتقدم شيء من معمول المضاف إليه على المضاف ولا المضاف إليه. تقول (أنت مثل ضارب زيدا)، ولا يجوز (أنت زيدا مثل ضارب) لأنه لا يتقدم معمول المضاف إليه بمعمول المضاف إليه، وكذلك أجازوا ذلك مع (غير) فقالوا (أنت زيداً غير ضارب) أجروه مجرى (أنت زيداً لا ضارب)، لأن (غير) قد تكون بمعنى (لا) فكأنك قلت (أنت زيداً لا ضارب) فهذه جملة الأسماء العاملة على اختلاف أنواعها).

  قال السيد الإمام: اعلم أن جميع ما تقدم من الأقسام الأربعة إنما هو كلام في العوامل المعنوية والعوامل اللفظية من الأفعال والحروف والأسماء، وهذا قد جعله الشيخ من جملة الأسماء العاملة وهو انتباه في الترتيب منه، لأنه ليس داخلاً في جملتها، وإنما هو قسم برأسه، فلهذا أفردناه وهو مشتمل على ثلاثة أنواع.

  النوع الأول: الحروف والظروف إذا وقعت أخباراً أو صفات أو صلات أو أحوالاً، فإنها تعمل في الأحوال النصب، مثال الإخبار (زيد عندك أو في الدار، قائماً) فهذه الحال وهي قولنا (قائما) إنما كان منتصباً بالظرف والحرف الذي تقدم ذكرها والأصل (زيد مستقر عندك أو في الدار)، لأن الظروف والحروف لابد لها من متعلق يعمل فيها، فحذف هذا لأسم وهو قولنا (مستقر) وأقيم الظرف والحرف مقامه فعمل عمله، فلك في (قائم) وجهان:

  أحدهما: نصبه على الحال كما ذكرنا، فإذا نصبته على الحال كان الظرف معتمداً بالخبر وهو الأصل فيه والحال معمول له، وثانيهما رفعه، و إذا رفعته كان الظرف فضلة في الكلام، والعمدة في الإخبار على (قائم) والظرف متعلق به ومثال إذا وقع صفة مثل قولك (مررت برجل في الدار ضاحكاً)، (فضاحكا) حال من الظرف لما وقع في موضع الصفة لرجل متعلق باستقرار محذوف، ومثاله إذا وقع صلة (الذي في الدار ضاحكاً يعجبني) (فضاحكا) حال من الضمير في الظرف لما