ما يعمل عمل المشتق وليس بمشتق
  المسألة الأولى: قوله تعالى {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى ١٥ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ١٦}[المعارج: ١٥ - ١٦] فمن قرأها بالنصب في (نزاعة). ففيها وجهان: أحدهما: أن تكون حالاً مؤكدة فلا تحتاج إلى ذكر عامل لأنها مؤكدة للجملة الأولى معطية لمعناها، مقررة له.
  وثانيهما: أن تكون حالة منتقلة، فحينئذ يكون العامل فيها ما في قوله لظى من معنى التلظي، فكأنه قال تتلظى في نزعها للشوى.
  المسألة الثانية: قوله تعالى {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ}[الأنعام: ٣] للحرف تعلقان:
  أحدهما: تعلق المفعولية والعامل فيه ما في قوله (الله) من معنى الاشتقاق أي وهو المعبود في السموات أو هو المتوحد بالالهية، وثانيهما: تعلق الأحوال، وهي إما مؤكدة فلا تحتاج إلى تقدير عامل لأنها مقررة للجملة الأولى مفيدة لمعناها وأما منتقلة، فيكون العامل فيها ما في اسم الله تعالى من معنى الاشتقاق، وهو المعبود ثابتاً في السموات والأرض أو هو المتوحد بالإلاهية ثابتاً في السموات وما شاكله.