ما يعمل عمل المشتق وليس بمشتق
صفحة 429
- الجزء 1
  المسألة الثالثة: قوله تعالى {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}[هود: ٧٨] فيمن قرأها أطهر بالنصب، قال سيبويه أما قراءة ابن مروان أطهر بالنصب فقد احتبى في لحنة، وعن أبي عمرو بن العلاء من قرأها منصوبة فقد تربع في لحنه، والمختار في توجيه هذه القراءة المنصوبة أن يقال إن (هؤلاء) مبتدأ، و (هن) مبتدأ ثاني، و (بناتي) خبر لهن، والجملة خبر لهؤلاء و (أطهر) منتصب على الحال، والعامل فيه اسم الإشارة، وهو هؤلاء، وفيه تقديم وتأخير، وتقديره: هؤلاء هنّ بناتي مطهرات عن التحريم في ركوب الفاحشة فهذا هو الأولى في تمشية هذه القراءة من غير حاجة إلى تقدير الاشتقاق في بناتي كما زعمه ابن بابشاذ، وهذا القدر كاف في التنبيه على العوامل التي تشعر بالاشتقاق وبتمامه تم الكلام في الفصل الثامن، وهو العامل والحمد لله رب العالمين.