أحكام ألفاظه
  وأما الموضع الثاني: وهو في تقسيم ألفاظ التوكيد، فاعلم أنها تنقسم باعتبارات ثلاثة:
  التقسيم الأول: باعتبارها في نفسها إلى لفظي ومعنوي، فاللفظي إعادة لفظ الأول بعينه، ويكون على أربعة أوجه: في الاسم كقولك (زيد زيد قائم) و (ضربت زيداً زيدا) وفي الفعل كقولك (ضربت ضربت زيدا) وفي الحرف (إن إن زيدا قائم) وفي الجملة كقولك (زيد قائم زيد قائم) و (ضربت زيدا، ضربت زيدا) والمعنوي: هو تلك الألفاظ التسعة مع ما يتبعها.
  التقسيم الثاني: باعتبار جريها على المؤكد إلى ثلاثة: إلى ما يكون مختصاً بالمثنى وهما (كلا وكلتا)، وإلى ما يكون مختصاً بالجموع وهو (كل وأجمعون)، وإلى ما يكون واقعا في المفرد والمثنى والمجموع وهو (النفس والعين) تقول (جاء زيد نفسه، والزيدان أنفسهما والزيدون أنفسهم، والهندات أنفسهن).
  التقسيم الثالث: باعتبار كيفية استعمالها إلى ما يكون تابعاً للمؤكد في نفسه، وإلى ما يكون تابعاً لما يتبع المؤكد، فالأول: تلك الألفاظ التسعة على تصاريفها، والثاني: هو تلك الألفاظ الثلاثة التابعة لأجمعين، فهذا هو تقسيم ألفاظه على هذه الصورة.
  وأما الموضع الثالث: وهو في ذكر أحكام هذه الألفاظ المؤكدة، فاعلم أن أحكامها على نوعين: عامة وخاصة. فأما النوع الأول: في الأحكام العامة فهي سبعة، أولها: أنها كلها مشتركة في أنها كلها معارف إما بالإضافة كالنفس والعين وكلا وكلتا، وأما لأنها في معنى الإضافة كـ (أجمعون) وما تصرف منه؛ لأن معنى (جاءني القوم أجمعون)، أي جاءني القوم أجمعهم. واعلم أنا قد ذكرنا في باب مالا ينصرف أن تعريف جُمَع إنما هو لأنه في معنى العلم، وذكرنا