الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أحكام ألفاظه

صفحة 435 - الجزء 1

  هاهنا أنه في معنى المضاف وفيه نظر، فإن قلنا: إن تعريفه لأنه في معنى الأعلام اطرد القياس في أن التعريف في غير المنصرف لا يكون إلا بالعلمية أو ما في معناها فقط وإن قلنا تعريفه هاهنا لأنه في معنى المضاف كما ذكرناها هنا كان التعريف في غير المنصرف منقسماً إلى ما يكون علماً وإلى غير ذلك كتعريف التأكيد. والمختار أن التعريف في غير المنصرف لا يكون إلا بالعلمية فقط، وأن تعريف (أجمعون) إنما كان لأنه في معنى المضاف، وحينئذ تكون العلة في منع الصرف عن (جمع) إنما هو العدل والصفة كأحاد فيطرد القياس في غير المنصرف باتفاق التعريف بالعلمية، وتتلاءم ألفاظ التأكيد في التعريف بالإضافة على هذه التوجيه. وثانيها: أنها مشتركة في أنه لا يؤكد بها إلا المعارف، لأن فائدة التوكيد تمكين المعنى في النفس وتحقيقه، وهذا لا يكون إلا في المعارف، وقد أجاز الكوفيون توكيد النكرة إذا كانت محدودة كقولهم:

  قد صرت البكرة يوماً أجمعا

  وهذا شاذ. وثالثها: أنها مشتركة كلها في أنه يؤكد بها الظاهر والمضمر (جاءني زيد نفسه) و (جئت أنت نفسك) و (رأيته نفسه) و (مررت به نفسه) فلا تجد فصلا بينهما في صحة تأكيدهما بها. ورابعها: أنه لا يجوز عطف بعضها على بعض بخلاف النعت لأن النعوت كلها متغايرة فجاز عطف بعضها على بعض بخلاف التواكيد فإنه لا تغاير فيها. وخامسها: (أنها كلها مضافة إلى المضمر إلا أجمع وجمعاء وجمع وأجمعين لأنهم اكتفوا بتضمنها للإضافة عن ظهور صورة الإضافة فيها