النعت
  الظاهر جر يا مجرى عصا كقولك (جاءني كلا الرجلين ورأيت كلتا المرأتين)، وإنما وجب قلبهما مع المضمر حملاً لها على (لدى) لاشتراكهما في لزوم الإضافة، حيث قالوا لدى زيد، ولديه وخامسها: إن (أكتعين وأبتعين وأيصعين) مختصة من بينها بأنها لا تأتي للتأكيد إلا تابعة لأجمعين على أثره، ولا تلي الاسم المؤكد فتقول (جاءني القوم أجمعون أكتعون ابتعون أبصعون)، هذا هو القياس المطرد في كلام العرب وبعد هذا فيها ثلاثة مذاهب: أحدها: أن تأتي بأجمعين من غير ترتيب فيما بينها فتقول (جاءني النساء جُمع كتع وجُمع بتع، وجمع بُصع)، وهذا المذهب يحكى عن ابن كيسان، وثانيها: أن تحذف أجمعين وتأتي بها مرتبة فتقول (جاءني القوم اكتعون ابتعون أبصعون). وثالثها: أن تحذف أجمعين وتأتي بها من غير ترتيب فتقول (جاءني القوم أبصعون) و (جاء النساء بتع) و (جاؤوني أكتعون) فهذا هو الكلام في التوكيد.
  قال الشيخ: (فصل، وأما النعت فهو تحلية المنعوت بفعله أو بحليته أو بصناعته أو نسبه أو بلده أو (بذي) الذي بمعنى صاحب، وسبب هذه الخمسة ترتفع بها إلا (ذا) فإنها لا ترفع السبب مثال ذلك كله (مررت برجل قائم، وقائم أبوه، ورجل طويل وطويل أبوه، ورجل عالم وعالم ولده، ورجل مصري ومصري عمه، ورجل ذي مال ولا يجوز مررت برجل ذي مال أبوه فترفع الظاهر، وإذا لم تجر ذلك رفعت الكل، وصار مبتدأ و خبراً مثل (مررت برجل ذو مال أبوه)، وكل ما لم يجز أن يرفع ظاهراً جاز أن ترده إلى المبتدأ أو الخبر مثل أفعل الذي لا يرفع الظاهر، تقول (مررت برجل أحسن منك وجها)، ولا يجوز (أحسن منك وجه)، فترفع به الظاهر إلا أن ترفع أفعل، وجملة الأمر أن النعت تابع للمنعوت في عشرة أشياء في رفعه ونصبه وجره، وتوحيده وتثنيته وجمعه، وتذكيره وتأنيثه، وتعريفه وتنكيره لا يختلف في شيء من ذلك، والنعت يكون أبدا بالمشتق أو ما ينزل منزلة المشتق، مثل مررت برجل طويل، ورجل ذي طول، وكل الأسماء توصف إلا المضمرات فإنها لا توصف وكل المعارف توصف بالمفردات دون الجملة، وكل النكرات توصف بالمفردات والجمل الخبرية، وكل نعت أريد به