البدل
  بدل الاشتمال بالمصادر والمعاني المشتملة على غيرها، وبدل البعض يكون بالأسماء غير المصادر مثل أعجبني زيد علمه، وأعجبني زيد رأسه، وبدل الغلط لا يكون في القرآن، ولا في فصيح الكلام).
  قال السيد الإمام:
  كلام الشيخ هاهنا مشتمل على مواضع ثلاثة:
  الأول: في حقيقة البدل وذكر ما يتميز به عن التأكيد والصفة.
  الثاني: في تقسيمه. والثالث: في ذكر أحكامه.
  أما الموضع الأول: وهو في ذكر حقيقته وبيان ما يفصله عن الصفة والتأكيد.
  أما حقيقته (فهو تابع مقصود بما نسب إلى الأول من غير وساطة حرف) فقولنا تابع يشمله هو وغيره من سائر التوابع وقولنا مقصود بما نسب إلى الأول يخرج منه التأكيد والصفة فإنهما تتمتان للأول، وليسا بمقصودين وقولنا من غير واسطة حرف يخرج عنه المعطوف، فإنه وإن كان مقصودا بما نسب إلى الأول إلا أنه بواسطة حرف العطف، وأما ما يفصله من التأكيد فأمران، أحدهما أن التأكيد تتمة وتكملة لمتبوعه والأول هو المقصود، وفي البدل المعتمد بالحديث هو الثاني، وثانيهما: أن التأكيد بألفاظ مخصوصة كما قدمنا بيانه بخلاف البدل.
  وأما ما يفصله عن النعت فأمران: أحدهما أن النعت تتمة وتكملة، والأول هو المقصود بالحديث، بخلاف البدل فإن الثاني هو المقصود، وثانيهما: أن النعت يكون بالأسماء المشتقة أو ما ينزل منزلتها كما حققناه وليس ذلك بشرط في الإبدال.
  وأما الموضع الثاني: في تقسيم الإبدال فاعلم أن لها تقسيمات ثلاثة:
  التقسيم الأول: باعتبارها في أنفسها إلى أربعة أقسام، بدل الكل من الكل، كقولك (زيد أخوك أعجبني)، وبدل البعض كقولك (أعجبني زيد يده)، و (أكرمني قومك أكثرهم)، وبدل الاشتمال كقولك (أعجبني زيد علمه وأدبه)، ونريد بالاشتمال