الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

العطف

صفحة 450 - الجزء 1

  الكل، وقد صرح ابن بابشاذ في كتابه بالمنع من هذا واعتل له بأن الإضمار يرفع لفظ البعضية، وهذا خطأ بل المضمر تلو المظهر، فالمضمر مثله إلا لما نع ومن العجب أنه هجوم جسور على منع مالا سبيل إلى منعه وقد قررنا مثاله فيما سلف.

  (قال الشيخ: فصل، وأما النسق فهو الجمع الشيئين أو الأشياء بواسطة في اللفظ والمعنى، أو في اللفظ دون المعنى فواسطة اللفظ والمعنى أربعة (الواو والفاء وثم وحتى)، وواسطة اللفظ دون المعنى ستة (أو، وإما، وأم، وبل ولكن ولا). فجميع حروف العطف تشترك في العطف اللفظي وهو المرفوع على المرفوع والمنصوب على المنصوب والمجرور على المجرور، والمجزوم على المجزوم. مثل (قام زيد وعمرو) (ورأيت زيداً وعمراً)، (ومررت بزيد وعمرو)، و (لم تقم، ولم يقل) وكلها تجري هذا المجرى إلا أن (إما) تختص بالتكرير، و (لكن) تختص بالإيجاب بعد النفي، و (لا) تختص بالنفي بعد الإيجاب، و (حتى) تختص بالجنس، وعطف قليل على كثير ومن جنسه وكلها تشترك في عطف الظاهر على الظاهر والمضمر على الظاهر، والظاهر على المضمر إلا أنه إذا عطف على المضمر المرفوع المتصل احتج إلى تأكيده بضمير منفصل، وإذا عطف على المضمر المجرور احتيج إلى إعادة العامل، مثال الأول {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ}⁣[البقرة: ٣٥] وطول الكلام يسد مسد التأكيد مثل {مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا}⁣[الأنعام: ١٤٨] {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢ صِرَاطِ اللَّهِ}⁣[الشورى: ٥٢ - ٥٣] على قراءة يعقوب.

  ومثال الثاني قوله تعالى {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ}⁣[هود: ٤٨] وأما قراءة حمزة {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}⁣[النساء: ١]، فإنها محمولة على القسم، وجوابه {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ١}⁣[النساء] لأن العرب كانت تحلف بها).