بيان حروف العطف
  ثلاثة في ثلاثة تصير تسعة بالتركيب العقلي والتقسيم الممكن، ثم منها ما صح استعماله ومنها ما تعذر، ونحن نذكرها واحدا واحداً ونوضح ما استعمل مما ترك إن شاء الله تعالى.
  فالقسم الأول: فيها أن يكون المعطوف عليه ظاهراً فيكون فيه ثلاث مسائل:
  أولها: أن يكون المعطوف ظاهراً فيجوز من غير شريطه كقولك (قام زيد وعمرو).
  وثانيها: أن يكون المعطوف ضميراً منفصلاً فيجوز مهما كان مرفوعاً أو منصوباً، ولا يجوز إذا كان (مجروراً، لأن المجرور لا منفصل له كما مر بيانه).
  وثالثها: أن يكون متصلاً فيتعذر عطفه، سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً، لأنه لا يمكن اتصاله بحرف العطف.
  القسم الثاني: أن يكون المعطوف عليه ضميراً منفصلاً فيكون فيه ثلاث مسائل أيضاً: أولها: أن يكون المعطوف ظاهراً فيجوز من غير شريطة كقولك (ما قام القوم إلا إياك وزيداً). وثانيها: أن يكون المعطوف ضميراً منفصلاً فيجوز مهما كان مرفوعاً أو منصوباً ولا يجوز إذا كان مجروراً لما ذكرنا من أن المجرور لا منفصل له، وثالثها: أن يكون المعطوف متصلاً فلا يجوز بحال.
  القسم الثالث: أن يكون المعطوف عليه ضميراً متصلاً فيكون أيضاً فيه ثلاث مسائل:
  أولها: أن يكون المعطوف ظاهراً، فإن كان المتصل مرفوعاً فلا بد إذا عطف عليه من تأكيده بضمير مرفوع منفصل كقولك (قمت أنت وزيد) هذا هو الفصيح وقد يجيء بغير تأكيد على القلة، وإنما وجب تأكيده؛ لأنه قد صار ممتزجاً بالفعل و مختلطاً به؛ ولهذا سكن له آخره فأرادوا تأكيده. بالضمير إشعاراً به وإيذاناً منهم باستقلاله بنفسه، فإن كان الكلام طويلاً أغنى عن الضمير كقوله تعالى {مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا}[الأنعام: ١٤٨] وكقولك (خرجت من الدار وزيد) وإن كان المتصل منصوباً جاز