الفصل العاشر الخط
الفصل العاشر الخط
  قال الشيخ: الخط على ضربين، متبع ومخترع، فالأول بابه المصحف والثاني: ما اصطلح عليه الكتاب، وقاسه النحويون، ورسمه العروضيون وجملة الأمر أن مداره على معرفة ثمانية أشياء وهي الممدود والمقصور، والمهموز، والوصل، والقطع والحذف والزيادة، والبدل).
  قال السيد الإمام:
  اعلم أن الشيخ لما فرغ من ذكر ما يتعلق بقوانين الإعراب أراد أن يذكر ما يتعلق بقوانين الخط وأدب الكتابة، إذ كان علم الكتابة مشتملا على أسرار عجيبة، ولطائف غريبة، وهو تلو الكلام في وقوع البيان والإرشاد إلى المقاصد منها لأن جملة ما يقع عليه المواضعة والاصطلاح أمور ثلاثة: الإشارة والكتابة والكلام.
  فأما الإشارة فقد يقع بها البيان ويصح عليها المواضعة لكنها قليلة نادرة، وإنما الذي يكثر استعماله، ويعظم مسيس الحاجة إليه في كل الأمور هو الكلام وعلم الكتابة، فأما ما يتعلق بالكلام وعلم الإعراب فقد شرحناه، ونحن الآن نذكر ما يتعلق بعلم الكتابة والخط وكشف أسرارها وإظهار فوائدها وبيان شرفها، ونشير إلى ضبط قواعدها و شرح قوانينها بعون الله تعالى فلا جرم رتبنا الكلام في هذا الفصل على مواضع أربعة الأول: في حقيقة الكتابة والخط وبيان مواضعها. والثاني: في فضلها والثالث: في بيان قسمتها والرابع: في ضبط قواعدها ومجاري النظر فيها.
  وأما الموضع الأول: وهو في حقيقة الكتابة والخط وبيان موضوعها، أما حقيقته، فاعلم أن للخط معنيين لغوي واصطلاحي، أما في لسان اللغة فيطلق على معان ثلاثة، فالخط موضع في اليمامة وإليه تنسب الرماح الخطية، والخط ما يخط بالإصبع على الأرض، والخط ما يخط بالقلم على اللوح، وأما في مصطلح الكتاب (فهو تصوير أشكال الحروف على هيئة يقتضيها الرسم