الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

كتابة الممدود

صفحة 462 - الجزء 1

  ولكن نقول: المهموز على أربعة أقسام، فأولها: همزته أصلية كهمزة (حناء ووضاء) وثانيها همزته منقلبة عن حرف أصلي في مثل (كساء ورداء). وثالثها: همزته زائدة للإلحاق كهمزة (حرباء وقوباء وعلباء). ورابعها: همزته زائدة للتأنيث في مثل (حمراء وسوداء) فإذا عرفت هذا فاعلم أن لهذه الهمزات حالات تختلف فيها صور الخط والكتابة لها ونحن نذكرها وجملتها خمس حالات:

  الحالة الأولى: إذا كان مفرداً فإنه يكتب بألف واحدة في حالة الرفع والجر كقولك (هذا حناء وكساء ورداء وعلباء)، وبألفين في حال النصب كقولك (رأيت حناا، وكساا، ورداا، وعلباا)، وإنما كتب بألف واحدة في حال الرفع والجر لأن ألف المد ليس لها صورة، والألف الثانية هي صورة الهمزة فقط وإنما كتبت في حالة النصب بألفين، لأن الكلام فيه كالكلام في المرفوع والمجرور، لكن المنصوب يختص بالألف المبدلة من التنوين في حال النصب كالصحيح، فلهذا كان مكتوباً بألفين إلا نحو حمراء وسوداء فإنه يكتب بألف واحدة، سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً لأنه غير منصرف فلا مدخل للتنوين فيه.

  الحالة الثانية: إذا كان مثنى فإنه يكتب في حال الرفع بألفين، تقول (هذان حناان، وكساان، وعلباان) وإنما كان هكذا لأن الألف الأولى هي صورة الهمزة والألف الثانية هي ألف التثنية وعلامة الرفع، إلا إذا كان غير منصرف في مثل حمراء وسوداء فإنه يكتب بألف واحدة، وإنما كان هكذا لأن الهمزة تنقلب فيه واواً بكل حال فلا يبقى للهمزة صورة، فلهذا كتب بألف واحدة، فتقول (هذان حمراوان، وسوداوان، وصفراوان).

  الحالة الثالثة: إذا اتصل به الضمائر، فإن كان الضمير لمخاطب أو غائب كان بالألف في حال النصب وبالياء في حال الجر، وبالواو في حال الرفع تقول (هذا حناؤك وكساؤك وحناؤه وكساؤه ورأيت حنآك وكسآك وحناه وكسآه ومررت بحنائك وبكسائك وبحنائه وكسائه) لأن الضمير لما اتصل بالاسم صارت الهمزة في حكم المتوسطه، وليس قبلها حركة وكتبت على حد حركتها في نفسها، فإن كان الضمير للمتكلم كانت الهمزة ياءً فيه بكل حال، فتقول (هذا كسائي، وحنائي وحربائي وحمرائي) وإنما كان هكذا لأن الهمزة مكسورة بكل حال، فلهذا كانت ياءً الخط في جميع وجوه إعرابه.