الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

النوع السابع: المنتهي بألف مقصورة

صفحة 176 - الجزء 1

  كيسان.

  (قال الشيخ: ومنها نوع سابع لا يدخله تنوين ولا إعراب، وهو مع د ذلك اسم معرب حكماً وتقديراً، وهو اسم آخره ألف تأنيث مقصورة مثل: حبلى وسكرى وذكرى وجمادى).

  قال السيد الإمام هذا النوع قد اشتمل على مواضع ثلاثة:

  الأول: في الدلالة على كون هذا النوع معرباً، وإن لم يدخله إعراب. والثاني: في كيفية إعرابه.

  والثالث: في ذكر اللغات في هذه الألف عند الوقف.

  أما الموضع الأول: وهو في الدلالة على كون هذا النوع معرباً، وإن لم يكن فيه إعراب، فالذي يدل على كونه معرباً أن المقتضي لإعرابه حاصل ولم يعرض له سبب من أسباب البناء، فيجب أن يكون معرباً، وإنما قلنا: إن المقتضي لإعرابه حاصل، فذلك ظاهر، لأن المقتضي للإعراب ليس إلا العقد والتركيب كما قدمنا ذكره، وهذا حاصل في هذا النوع لا محالة، في قولك: هذه حبلى ورأيت حُبلى، فالعقد والتركيب قد حصلا، وإنما قلنا: إنه لم يعرض له سبب من أسباب البناء فلأن الموجب للبناء ليس إلا شبهه بالحرف أو تضمنه له، فهذا لم يقع فيه شيء من أسباب البناء التي يأتي ذكرها، فيجب أن يكون معرباً لأنا لو لم نعربه، والحال ما ذكرناه لحكمنا ببطلان إعراب الأسماء كلها، فلهذا قلنا: بأنه يجب أن يكون معرباً.

  وأما الموضع الثاني: وهو في كيفية إعرابه، فاعلم أنه إذا ثبت كونه معرباً بما قدمنا وبطل ظهور الإعراب فيه لفظاً لمكان الألف، والألف لا يمكن تحريكها بحال، فلما تعذر ظهور الإعراب فيه لفظاً وجب أن يكون مقدراً، وتعذر الحركة لأجل الألف وتعذر التنوين لكونه غير منصرف فحصل من مجموع كلامنا. في هذا النوع أنه معرب وإن إعرابه عن جميع الأحوال مقدر كما شرحناه.

  وأما الموضع الثالث: وهو في حكم هذه الألف عند الوقف، فاعلم أن فيها عند الوقف عليها لغات أربعاً: أحدها: بقاؤها ألفاً كما هي في حال الوصل. وهذه هي اللغة الفصيحة، فنقول: هذه حبلى، ورأيت حبلى، ومررت بحبلى.