الفصل الأول من فصل الاسم
  الضمة والكسرة والفتحة والصحيح ما ذهب إليه سيبويه من أنها حروف إعراب بهذا المعنى.
  لأنا على يقين من أنه لا إعراب فيها طاهر ولا مقدر سوى انقلاب هذه، فيجب أن تقضي إلى أن نقضي بكونها حروف إعراب وإنما جعل رفعه بالألف لأن الألف والواو مختصان بالرفع لوقوعهما فاعلين.
  في مثل قولنا: ضربا وضربوا، ولما كان المثنى سابقاً على الجمع كان أحق بالأخف لسبقه، فأخذ الألف فجعل علامة رفعه، وإنما جعل نصبه بالياء حملاً لمنصوبه على مجروره، لما كان كل من المنصوب والمجرور قريبين.
  أما أولاً: فلأن المنصوب والمجرور واقعان جميعاً في رتبة المفاعيل لتعلقهما بالأفعال.
  وأما ثانياً فلأنهما من الفضلات التي لا تأتي إلا بعد تمام الجمل واستقلالها، فلما كان بينهما هذه الملاءمة حملنا المنصوب على المجرور وأعربناه بإعرابه.
  وأما الموضع الثاني: و هو في قسمة المثنى فاعلم أن المثنى ينقسم باعتبار تثنيته إلى أربعة أقسام.
  فالقسم الأول: الأسماء المتمكنة وهي على نوعين معرفة ونكرة، فالمعرفة نوعان: علم وغير علم.