الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

«الأسماء المبنية»

صفحة 199 - الجزء 1

  لمشابهته للحرف كما سنقرره من بعد بعون الله تعالى وأما ألقابه فاعلم أن الحركات والسكون كما تقع في المعرب فهي أيضاً واقعة في المبني، فالضم في مثل (قبل وبعد) والكسر في مثل (أمس ونزال)، والفتح في مثل (أين، وكيف) والسكون في مثل، (كمْ، ومن) فما كان من هذه الأمور الأربعة واقعاً في المعرب سموه رفعاً ونصباً وجراً وجزماً، وما كان فيها واقعاً في المبني سموه ضماً وفتحاً وكسراً ووقفاً. وهذا الاصطلاح إنما هو للبصريين المتقدمين والمتأخرين، وأما الكوفيون فلا يفرقون ويجرون كل واحد من اللفظين على كل واحد من المعنيين، وكلام البصريين أقوى لأنا لما وجدناهم فرقوا بين لقب المعرب والمبني وجب أن يحصر الفرق بين لقب حركات الإعراب والبناء.

  وأما الموضع الثاني: وهو في الأسباب الموجبة للبناء فقد ذكرنا أن المبني منه ما يكون مبنياً بالأصالة، ومنه ما يكون مبنياً بالمشابهة، فما كان مبنياً بالأصالة فنحن لا نحتاج إلى ذكر السبب في بنائه بل هو الأصل في كل ما شابهه وماثله وهذا كالحرف والفعل، وإنما الذي يحتاج إلى ذكر الأسباب ما كان بناؤه بالمشابهة، كالمضمرات والموصولات وسائر الأسماء وجملة الأسباب الموجبة لبناء ما بني من الأسماء أمور ستة:

  أولها: تضمنه للحرف (كأين وأمس) فهذان الاسمان إنما بني لتضمنها