أبواب علم العربية
  إما أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة أم لا، فإن اقترنت فهو الفعل، وإن لم تقترن فهو الاسم، فحصل من هذا الحصر أن أنواع الكلمة لا تخرج عن هذه الأمور الثلاثة أعني الاسم والفعل والحرف.
  وأما الكلام ففيه أيضاً مسألتان:
  الأولى: في حقيقة الكلام، وبيان ما يخرجه عن كونه كلاماً. أما حقيقته (فهو ما تضمن كلمتين بالإسناد وحسن السكوت عليه) فقولنا: (تضمن) أحسن من قولهم تركب، ليدخل فيه قولنا (قم، اضرب) فإنه كلام لتضمنه الكلمتين وليس مركباً، لأن التركيب حقه أن تظهر صورته لفظاً كقولنا: (قام زيد وزيد قائم) وقولنا كلمتين احتراز عن الكلمة الواحدة نحو زيد و كتاب ...
  فإنها لا تكون كلاماً، وقولنا: بالإسناد (احتراز من قولنا حضرموت، وبعلبك، وغلام زيد) فإنهما كلمتان، وليستا كلاماً لما لم يحصل فيها الإسناد، ونعني بالإسناد نسبة أحد الجزأين إلى الآخر لإفادة المخاطب، وقولنا: (وحسن السكوت عليه) احتراز عن قولنا (إن قام زيد) فإن هذا قد تضمن كلمتين بالإسناد، وليس كلاماً، لما لم يحسن السكوت عليه لنقصانه عن جوابه، وأما بيان ما يخرجه عن كونه كلاماً، فاعلم أن غرضنا بالكلام الذي هو المفهوم في ألسنة النحاة دون غيرهم. وهو المتضمن للكلمتين كما قررناه. والذي يخرجه عن كونه كلاما على اصطلاحهم أمران: