الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

ضمير الرفع المتصل

صفحة 208 - الجزء 1

  الصفة والصلة والحال والخبر والشرط والجزاء، فلما شابهه من هذه الوجوه أعطي حركة (ما) لأجل المشابهة، وخص بالفتحة طلباً للخفة فهذا هو الأصل في تحريك آخر الفعل الماضي بالفتح فلا يجوز (خروجه عن هذا الأصل الذي وجب له إلا لعارض والذي يعرض له فيخرجه عن الفتح أمران). أحدهما: السكون وشرائطه ثلاثة إحداهما أن يتصل به ضمير، فإن اتصلت به تاء التأنيث كان باقياً على الفتح كقولك (قامت وقعدت).

  وثانيها: أن يكون الضمير مرفوعاً فإن كان ضميراً منصوباً بقي على حاله في الفتح كقولك (ضَرَبَك) (وضَرَبَني).

  وثالثها: أن يكون الضمير متحركاً؛ فإن كان ساكناً كان باقياً على الفتح كقولك (ضربا) فإذا حصلت هذه الشرائط الثلاث تغير آخر الفعل وخرج. عما وجب له من حركة الفتح إلى السكون؛ وإنما وجب له السكون عند هذه الشرائط الثلاث لتوالي حركات أربع، فثقل النطق به، فوجب التسكين لأحدها، وامتنع تسكين الفاء، لأنا لا نبتدئ بساكن، وامتنع تسكين العين، لأنها لو سكنت لالتبس بناء الفعل بغيره، وامتنع تسكين الضمير لأنه اسم على حرف واحد فقوي بالحركة فلما بطل تسكين هذه الأحرف لم يبق إلا اللام فسكنت، فهذا معنى قول الشيخ قد غير له آخر الفعل لأن التغيير التسكين.

  وثانيهما: الضم عند واو الضمير في نحو (ضربوا) فهذا أيضاً يخرجه عما وجب له من حركة الفتح لأن الواو يطالب أن يكون ما قبلها مضموماً فلهذا وجب له الضم، فهذان الأمران هما الموجبان لخروج الفعل الماضي عن الفتحة، ومعنى قول