مواقع الاتصال والانفصال
  الشيخ غالباً احتراز عن أفعال أربعة لم تغير وهي (فعل فعلت، فعلا، فعلتا) فإن هذه أربعة لم يغير لها آخر الفعل بل بقي على الفتح في الأربعة وخرج إلى الضم في نحو (فعلوا).
  وأما الموضع الثالث: وهو في ذكر مواقع الاتصال والانفصال في الضمائر، فاعلم أن الأصل في الضمائر الاتصال، ولا يسوغ المنفصل إلا عند تعذر المتصل فلنذكر أمرين.
  أحدهما: مواقع الاتصال وهي على نوعين: لازم وغير لازم، فاللازم في صورتين، (أفعل ونفعل) للمتكلم، ومعنى اللازم فيهما أن فعلهما لا يستند البتة إلى ظاهر ولا إلى مضمر بارز. وغير لازم في ثلاثة أفعال. (افعل وتفعلُ) للمخاطب، (وفعل) للغائب، ومعنى غير اللزوم في هذه الأفعال أنها إذا كانت مستندة إلى الواحد في الغيبة والخطاب لم يبرز فاعلها البته، وإن استندت إلى غيره من المثنى والمجموع كان بارزاً ظاهرا فنقول: (افعلا، وأنتما، تفعلان، وهم فعلوا) فيبرز كما ترى.
  وثانيها: مواقع الانفصال وهي خمسة وكلها لا تكون إلا إذا تعذر الوصل:
  أولها: أن يتقدم الضمير على عامله في نحو قولك (إياك ضربت)
  وثانيها: أن يقع الفصل بين الضمير وعامله بالحرف في مثل قولك: (ما ضربت إلا أنت)
  وثالثها: أن يحذف عامله نحو قولك: (إياك والشر)
  ورابعها أن يكون العامل معنوياً في قولك: (أنت القائم) و (هم القائمون)
  وخامسها: أن يكون الضمير متصلاً بحرف وهو مرفوع في نحو قولك: (ما أنت قائماً) و (ما هم بقائمين)
  فهذه هي مواقع الاتصال والانفصال في الضمائر.
  وقد عد (الشيخ من المنفصل الثاني من باب علمت والثالث من باب أعلمت وليس منه في الحقيقة لأن الغرض ما ينفصل على جهة الوجوب، وهذا وإن انفصل فقد يجوز اتصاله كقولك: (القائم ظننته زيداً) فتجده، متصلا مع كونه ثانياً. وهكذا تقول (القائمون أعلمتهم زيدا البكريين) (القائمون أعلمت زيداً البكريين إياهم) فتجده