ضمائر الجر المتصلة
  وأما الموضع الثاني: وهو بذكر الغرض بدخول هذه النون، فاعلم أن دخول هذه النون التي تسمى نون الوقاية؛ والغرض (بدخولها حيث دخلت الفعل وفي غيره أمور ثلاثة):
  أولها: المحافظة على حركة الفتح في الفعل الماضي من نحو ضربني وكلمني، فلولا النون لكان الفعل تزول فتحته لأجل الياء لأن من حكمها كسر ما قبلها.
  وثانيها: المحافظة على السكون ما التزمَ سكونُ آخره في الأسماء كقد وقط، وفي الحروف (كمن) و (عن) (فدخول هذه النون عند اتصال ضمير النفس بهذه الأمور محافظة عن ذهاب سكونها) فلهذا تقول (قطني ومني وعني).
  وثالثها: المحافظة على حركة الفتح في الحروف المشبهة بالفعل، كإن وإخواتها فتقول فيها (إنني، ولكنني، وكأنني) فهذا هو الوجه في دخول هذه النون.
  وأما الموضع الثالث: وهو في حكم إعراب الظاهر (بعد ضمير الفاعل والمفعول فاعلم أن حكم إعراب الظاهر) في هذا النوع هو الرفع على الفاعلية لأن قولك: نفعني وشبهه، فعل ومفعول وليس بعد الفعل والمفعول إلا الفاعل وحكم إعراب الظاهر بعد النوع الذي قبل هذا هو النصب؛ لن قولك: نفعت وشبهه فعل وفاعل، وليس بعد الفعل والفاعل إلا المفعول، هذا إذا كان متعدياً، فأما إذا كان لازماً فلا يلزم إلا ذكر الفاعل دون غيره كما سيجيء إن شاء الله تعالى.
  (قال الشيخ: ومنها نوع رابع يكون مجرور (الموضع وذلك كل مضمر متصل باسم أو بحرف مثل) عملي لي، عملنا لنا، عملك لك، عملك لك، عملكم لكم، عملكن لكن عمله له عملها لها، عملهما لهما عملهم لهم، عملهن لهن).
  قال السيد الإمام:
  هذا النوع تظهر فائدته بذكر موضعين:
  الأول منهما: في ذكر مراتبه وكونه لم يقع قط إلا متصلاً.