الفصل الثاني من فصل الاسم
  بمحذوف كما قلناه أولاً، لا يقال فما متعلق الباء في (بسم الله) إذا قلته عند الأكل، هل يقدر آكل أو أكلي؛ لأنا نقول تقدير الفعل أولى لأمرين:
  أما أولاً: فلأن التعلق للأفعال بالأصالة فكان تقديره أولى.
  أما ثانياً: فلأنك إذا قدرت متعلق (الباء) اسماً كان مقدراً، و (إعمال الاسم مصدراً مع حذفه لا يسوغ، فلهذا كان تقدير الفعل أولى). لا يقال إذا كان المختار تقدير الفعل، فهل تكون الباء للحال فيكون المعنى أكلت ملتبساً باسم الله. أو تكون للآلة كما تقول كتبت بالقلم، لأنا نقول كلا المعنيين حسن جيد.
  لكن الزمخشري اختار في تفسيره أن تكون الباء للحال فتقول (قرأت ملتبساً باسم الله) ولا غبار على المعنى الثاني في أن حاصله أن اسم الله يجري مجرى الآلة في الفعل حتى كأنه يتعذر حصوله من دونه فهذا كلام متعلق حرف جر.
  وأما حكم حركته فله حالتان:
  إحداهما: يكون مكسوراً؛ وهو إذا كان مع الظاهر ومع ياء النفس في قولك لزيد ولي.
  وثانيتهما: أن يكون مفتوحاً مع المضمر نحو قولك (لَنا ولَه ولَكَ) وإنما وجب كسره مع الظاهر اتباعا لعمله فيما يظهر، وفتح مع المضمر للتخفيف.
  (قال الشيخ: ومنها نوع خامس يكون منصوباً في التقدير منفصلاً، وهو ضمير كل مفعول تقدم على فعله أو تأخر بعد استثناء أو كان مفعولاً ثانياً أو ثالثا أو إغراء للمخاطب فتنصب الأسماء الظاهر بعده. مثل ذلك كله: إياك نعبد) «وما نعبد إلا إياك»، (وعلمته إياه) وأعلمت عمراً إياه وإياك الطريق، وجميع ذلك اثنا عشراً على ترتيب ما تقدم وفي إياك وأخواتها خلاف بين العلماء، وأصحها أن أيا اسم مضمر والكاف حرف خطاب، وقد استوفيت ذلك في (شرح الأصول).