الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

ضمائر النصب المنفصلة

صفحة 215 - الجزء 1

  أما أولا: فهذه حكاية شاذه لا يوثق بها.

  أما ثانياً: فلو كان (إيا) اسماً ظاهراً لجازت إضافته إلى غير الكاف كما تجوز إضافته إلى الكاف، فكان يلزم جواز إيا الرجل، وهذا لا قائل به.

  المذهب الثاني: يحكى عن الكوفيين، وهو أن الكاف اسم مضمر وإيا بمنزلة الدعامة لها وهذا خطأ لوجهين أما أولاً: فلأن هذا رد إلى عمايه لأن قولهم إن أيا دعامة ليس فيه بيان أن أيا اسم مضمر أو مظهر، وأما ثانياً: فلأن من حق ما كان دعامة للشيء أن يكون أقل منه تمكنا، ونحن نعلم أن (أيا) أقوى في الدلالة على معناها من الكاف، فكيف تكون دعامة لها.

  المذهب الثالث: أن إيا والكاف اسم مظهر موضوع للنصب بمنزلة المصادر التي تلزم النصب كسبحان، وبعداً، وسحقاً، وهذا خطأ أيضاً لأنها لو كانت بمنزلة المصادر كما ذكروا لدخلها التنوين كما يدخل المصادر المنصوبة.

  والمذهب الرابع: أن إيا اسم مضمر والكاف حرف خطاب يلحق للدلالة على أحوال المخاطبين في التذكير والتأنيث، والتثنية والجمع، وهذا قول الأخفش وسيبويه وعليه أكثر نحاة البصريين.

  المذهب الخامس: أن إيا والكاف اسم مضمر بكماله موضوع للدلالة على ما يدل عليه من إفراد وتثنية وجمع تذكير وتأنيث، وهذا شيء قد ذكره بعض النحاة وهو قوي يدل عليه أن هذه المضمرات صيغ موضوعة للدلالة على معانيها، (فإياك) للذكر، (وإياكما) للمذكرين، (وإياكم) للمذكرين وهكذا سائرها من غير أن يقال: إن الأصل منه إيا فقط والكاف ألحقت للدلالة على التثنية والجمع فلا دليل على هذا بل هو اسم بكماله من غير زيادة ولا نقصان.